إعلان ارتفاع معدلات إنتاج النفط:

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، استمرار تزايد معدل إنتاج النفط الخام والمكثفات والغاز الطبيعي خلال الأسبوع الماضي.

حيث أظهرت بيانات نشرتها المؤسسة عبر صفحتها الرسمية، وصول إجمالي إنتاج النفط الخام والمكثفات إلى أكثر من مليون و278 ألفًا و884 برميلاً يوميا.

جاء ذلك، عقب إعلان مؤسسة النفط رفع حالة القوة القاهرة في جميع حقول ومواني النفط الخام الليبية في الثالث من أكتوبر الجاري، بعد أكثر من شهر على أزمة مصرف ليبيا المركزي، وما ترتب عليها من إغلاق للمنشآت النفطية وخسائر مالية ضخمة.

تشكيك في الأرقام التي أعلنتها المؤسسة:

قال الخبير القانوني في مجال النفط عثمان الحضيري، إن ما تروج له المؤسسة الوطنية للنفط من أخبار تفيد بزيادة القدرة الإنتاجية أمر غير واقعي ووصفه بأنه عملية احتيال غير واقعية.

وأكد الخبير النفطي، خلال تصريح خاص بشبكة لام، أن ليبيا تمتلك 850 بئر نفط كلها في حاجة لصيانة عاجلة وإنتاجها الفعلي لا يتجاوز 1.1 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن ميزانية مؤسسة النفط وجهت لفتح شركات في الخارج، وتأجير طائرات خاصة وتنفيذ مشاريع عبر التكليف المباشر.

تأثير الانقسام على مؤسسة النفط:

يثقل الانقسام السياسي الذي تعيشه البلاد، كاهل المؤسسة الوطنية للنفط، كغيرها من المؤسسات السيادية فيها، فغياب الاستقرار السياسي، يعيق استمرار الإنتاج، وينذر بتوقفه في أي لحظة.

وتعمق الانقسام في قطاع النفط منذ يوليو 2022، عندما أقال الدبيبة، الرئيس السابق لمؤسسة النفط، مصطفى صنع الله، ليكلف فرحات بن قدارة بديلا عنه، بعد اتفاق بين الدبيبة وحفتر برعاية إماراتية، وفق ما تداولته وسائل إعلام عربية ودولية آنداك.

طلبات حفتر وتوجيهات الدبيبة تصعب عمل مؤسسة النفط:

يرى مهتمون بالشأن الاقتصادي أن الفترة التي ترأس فيها بن قدارة مؤسسة النفط، أسوأ ما مر على قطاع النفط في ليبيا، وذلك بعد منحها حصصا غير مسبوقة للشريك الأجنبي في حقول النفط في البلاد، كان أشهرها، حقل NC7 بالحمادة، الذي وصفه متابعون للشأن الليبي بأنه ضحية الفساد والاستغلال السياسي في ليبيا.

وبقي الصراع داخل مؤسسة النفط مشتعلا، حتى دخل مرحلة جديدة، فوجد بن قدارة نفسه رهينة طلبات حفتر من جهة، وتوجيهات الدبيبة من جهة أخرى، رغم اتفاقهما مسبقا على توليه منصب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط.

وكالة نوفا الإيطالية كشفت خلال تقرير لها عن وجود صعوبات أمام رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة في التوفيق بين طلبات خليفة حفتر وتوجيهات عبد الحميد الدبيبة.

وأشارت الوكالة الإيطالية إلى عزم بن قدارة الاستقالة من المؤسسة، بعد توليه رئاستها في يوليو 2022 بموجب اتفاق بين الدبيبة وحفتر لإعادة تشغيل قطاع النفط بعد إقالة مصطفى صنع الله.

سابقة استحواذ شركة خاصة على حصة شركة تملكها مؤسسة النفط:

وفي انتهاك آخر ينذر باحتدام الصراع داخل قطاع النفط وتعميقه، تمثل في استحواذ شركة “أركنو” التي تأسست في عام 2023، ولا تمتلك أي نشاط أو سجل في مجال الصناعات النفطية، على إنتاج شركة الخليج العربي، التابعة للمؤسسة للنفط، وفق ما كشفه موقع ” أفريكا إنتليجينس” الاستخباراتي الفرنسي، الذي وصف ” أركنو” بالشركة الغامضة.

وليس هذا الانتهاك الأول من نوعه الذي وثق باسم شركة “أركنو” ففي وقت سابق أعلن مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، أن شركة “أركنو” أصبحت شريكا في جزء من إنتاج النفط الخام لحقلي مسلة والسرير الذي يصدر من ميناء الحريقة تحت إشراف الإدارة العامة للتسويق الدولي والإدارة العامة للتفتيش والقياس بالمؤسسة وفقاً للحصص والكميات المتفق عليها.

وفي أول رد فعل على ذلك، طالب رئيس نقابة عمال النفط سالم الرميح عبر تصريح لشبكة لام، بإلغاء الترخيص الصادر عن حكومة الدبيبة لشركة أركنو الخاصة الذي مكنها من الاستحواذ على 30% من إنتاج شركة الخليج العربي في حقلي مسلة والسرير.

وأشار الرميح إلى أن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، استكمل إجراء الشركة مستندا على التراخيص الممنوحة لها من حكومة الدبيبة.

وأوضح رئيس نقابة عمال النفط أنه لم يحدث من قبل أن تستحوذ شركة خاصة على إنتاج الشركات الوطنية، بهذه الطريقة المخالفة لكل القوانين واللوائح المعمول بها، وخارج خزينة الدولة، تودع أموالها في حسابات خارجية خاصة بها لتذهب لصالح صدام حفتر وشركائه.

الصراع على النفط يزيد مخاوف الليبيين على مستقبل اقتصادهم:

يخشى الليبيون على مؤسسة النفط في بلادهم، من المطامع المحلية والدولية، كونها الشريان الرئيس لاقتصاد البلاد والمصدر الأساسي للدخل فيها، لا سيما مع استمرار حالة الارتباك بسبب الأزمات المتوالية التي وسعت دائرة الشبهات تجاه نوايا من يدير عوائد النفط في البلاد، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب وقودها النفط.