زادت في الأيام الأخيرة التصريحات السياسية المشككة في أهداف مبادرة السلام التي يعتزم المجلس الرئاسي إطلاقها في مؤتمر استقرار ليبيا نهاية الشهر الجاري.
المنقوش هدفا لاتهامات جديدة:
وكان 18 نائبا قد أصدروا بياناً مشتركاً, قالوا فيه إن تحركات وزيرة الخارجية ,نجلاء المنقوش, للعديد من الدول لحشد دعـم مبادرة أطلق عليها “مبادرة السلام”, تقوم على أساس تأجيل أهم استحقاق ينتظـره كل الليبيين, وهو الانتخابات, وإجراء انتخابات برلمانية فقط, الأمر الذي يعـد محاولة للالتفاف على مطلب الشعب, وحقه في انتخاب رئيس للدولة، معتبرين أن كل التحركات والمؤتمرات التي لا تدعم هذا الاستحقاق, وبشكل واضح للانتخابـات, خلط للأوراق ومخالفة لمخرجات برلين وجنيف, وتعتبر إعاقة لاستكمال خارطة الطريق المتفق عليها محليا ودوليا.
تصريحات مفاجئة للمنفي:
رئيس المجلس الرئاسي, محمد المنفي, بدوره القى مزيدا من الشكوك حول فحوى مبادرة السلام التي يتبناها، بعد تصريحاته الأخيرة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة, والتي قال فيها إنه بدون توافق على قوانين الانتخابات لن تكون جدوى من تنظيمها في موعدها المحدد، ثم زاد المنفي لاحقا من فتح باب الجدل عندما صرح بشكل مفاجئ أنه يسعى لإقناع من أسماها بالشخصيات الجدلية, التي تلقت مسؤوليات في السابق بالعدول عن الترشح للإنتخابات الرئاسية، وهو ما اعتبره عديد المتابعين غريبا, حيث أن تحديد قائمة المرشحين ليس فقط من مهام المنفي, بل أيضا يزيد من تشظي الموقف الوطني بين مختلف مكونات المشهد.
وألمحت المتحدثة باسم الرئاسي, نجوى وهيبة, إلى إمكانية أن تشمل المبادرة طرح فكرة عدم ترشح شخصيات سياسية فاعلة كانت حاضرة بالمشهد، أو وضع خطط بديلة.
وذكرت وهيبة أن توقيت طرح المبادرة جاء بعد إتاحة ما يكفي من الوقت لكل الأطراف، بما في ذلك البعثة الأممية التي تريد أن تدعم الطرفين معًا لتنفيذ خارطة الطريق.
فيما لم تفصح المتحدثة باسم المجلس الرئاسي عن تفاصيل المبادرة، واكتفت بالإشارة إلى أنها تتضمن عدة مقترحات سيعلن عنها في وقتها، بحسب تصريحها لقناة تلفزيونية.
أبوزيد: المجلس الرئاسي لا يملك القدرة على الدفع بالعملية السياسية للأمام
الكاتب الصحفي, علي أبوزيد, قال إن المجلس الرئاسي لا يملك الثقل والقدرة على الدفع بالعملية السياسية للأمام، بسبب انعدام الأدوات السياسية التي تمكنه من ذلك.
كما أشار أبوزيد إلى أن الرئاسي فشل أيضا في ممارسة صلاحياته كقائد أعلى للجيش، كما عجز عن إحراز تقدم في ملف المصالحة الوطنية, حسب قوله.
ويرى الكاتب الصحفي, علي أبوزيد, أن مبادرة الرئاسي والارتكاز في فكرة المضي بالانتخابات للأمام عبر حث أو إقناع ما أسماه رئيس المجلس الرئاسي المنفي بالشخصيات الجدلية بعدم الترشح، أمر غير واقعي ويصادم الغاية من الانتخابات.
وأضاف أبوزيد قائلا: لا يمكن أن تترشح شخصية إلا وستكون محل للجدل، ثم إن الغاية من الانتخابات هو تحويل حالة الصراع العسكري بين الأطراف الليبية التي تمثلها هذه الشخصيات إلى صراع سياسي يحتكم إلى صندوق الانتخابات، فمنع هذه الأطراف من الترشح هو إنهاء للصراع دون الحاجة للانتخابات وهذا ما لا يمكن بحال.