أصدر المجلس الرئاسي قراراً بإيقاف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيًا، ومنعها من السفر، وتحويلها إلى التحقيق، بسبب انفرادها بملف السياسة الخارجية دون التنسيق مع المجلس.
عقب قرار الرئاسي، نشر مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية بياناً رفض فيه قرار الرئاسي بإيقاف وزيرة الخارجية، مؤكداً أن مثل هذه القرارات ليست من صلاحيات الرئاسي.
تجاوز القوانين
بيان مجلس الوزراء، أكد أن صلاحيات المجلس الرئاسي، المحدّدة من خلال مخرجات الحوار السياسي الليبي الموقع في جنيف، لا تعطي أي حقٍّ قانونيٍّ للمجلس الرئاسي في تعيين أو إلغاء تعيين أعضاء السلطة التنفيذية، أو إيقافهم أو التحقيق معهم.
وأوضح البيان، أن تعيين أو إلغاء تعيين أعضاء السلطة التنفيذية أو إيقافهم أو التحقيق معهم تعتبر صلاحيات حصرية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، كما ورد بالمادة الثانية بالاتفاق السياسي، فيما يتعلق بالباب الخاص بالسلطة التنفيذية، الذي حدّد المهام بشكل واضح.
حجة الحكومة أقوى من الرئاسي
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة، إدريس بوفايد، في تصريح خاص لشبكة لام، الأحد، أنه بحسب اتفاق جنيف ليس من صلاحيات الرئاسي إيقاف أيّ وزير عن العمل ولا التحقيق معه، على الرغم بأن تسمية وزيري الخارجية والدفاع لا تتم إلا بالتشاور مع المجلس الرئاسي.
وأضاف بوفايد، أن هناك بعض التشابك والغموض في علاقة الاختصاصات بين الرئاسي والحكومة، مرجّحًا أن حجة الحكومة أقوى في خلافها مع المجلس الرئاسي في هذه المسألة تحديدًا.
قرار الحكومة سيدفع الرئاسي للتصعيد
بدوره رأى المحلل السياسي عبد الله الكبير، في تصريح خاص لشبكة لام، الأحد، أن الدافع الحقيقي وراء قرار المجلس الرئاسي هو عدم استجابة وزيرة الخارجية لطلبات رئيس المجلس بحصّة من التعيينات في السفارات والقنصليات، وعلى ما يبدو أن نجلاء المنقوش لم تستجب لطلبه، بحسب قوله.
وأضاف الكبير، أن موقف حكومة الوحدة الوطنية كان متوقعاً، إذ ليس من صلاحيات المجلس الرئاسي توقيف الوزراء أو التحقيق معهم، وفقًا للاتفاق السياسي بتونس وجنيف.
وأوضح الكبير، أن المجلس الرئاسي سيصعّد من موقفه بعد رفض الحكومة لقراره ومساندتها للمنقوش، مؤكدًا على أنه في ظل غياب أيّ مؤسسة -تملك حق تأويل نصوص الاتفاق قانونيًا والفصل بينهما-فإن الأزمة سوف تستمر لتضاف إلى بقية الأزمات الأخرى، وستنعكس على المشهد السياسي المفتوح على كل الإحتمالات.
يذكر أن المجلس الرئاسي أوقف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش على خلفية تصريحاتها بمقابلة مع قناة الـ “بي بي سي”، التي نقلت عنها قولها إن الحكومة تريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وواشنطن تريد تسلّم مسعود.
يُشار إلى أن مراسلة الـ “بي بي سي” بطرابلس قالت إن الدلائل تشير إلى أنه سيتم تسليم “أبو عجيلة مسعود” المتهم بالتورط في قضية إسقاط طائرة “بانام أميركان” على منطقة لوكربي بأسكتلندا.