حذر مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية الأميركي “ستراتفور” من سعي دول شرق البحر الأبيض المتوسط إلى استغلال الخلافات الداخلية الليبية لتعزيز قضاياها الخاصة، مما يعقد في نهاية المطاف من مهمة إنهاء الانقسام السياسي في ليبيا، ويحتمل أن يؤدي إلى مزيد من الحصار النفطي في المستقبل بحسب المركز.
واستحضر المركز في ورقة بحثية لتوقعاته، تصريحات رئيس المؤسسة الوطنية للنفط “فرحات بن قدارة” مطلع نوفمبر، التي قال فيها لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن المؤسسة تدرس جدوى إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي للربط مع اليونان وخط آخر لمدينة دمياط المصرية، وذلك بجانب الخط الحالي الذي يربط ليبيا بإيطاليا.
وتوقع المركز الأمريكي أن خطوط الأنابيب التي تربط ليبيا باليونان أو مصر لن تؤدي إلى تكامل أفضل لقطاع الغاز الطبيعي في شمال إفريقيا داخليًا فحسب؛ بل ستزيد من وصول الموردين الإقليميين إلى السوق الأوروبية، موضحة أن هذا لن يحدث دون مصالحة سياسية واسعة بين خصوم ليبيا، والتي تبدو غير مطروحة على الطاولة في المستقبل المنظور بحسب المركز.
يشار إلى أن تصريحات رئيس المؤسسة الوطنية للنفط جاءت بعد أقل من شهر من إعادة تأكيد تركيا على اتفاق 2019 لترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، وأن المركز الأمريكي فسر ملاحظات “بن قدارة” بأنها محاولة من قبل المؤسسة الوطنية للنفط للنأي بنفسها عن الاتفاقية البحرية بين تركيا وحكومة الدبيبة.