المدون عبدالعزيز الغنّاي:
من أكثر الجمل المستفزة لصعاليك مواقع التواصل الاجتماعي هي جملة (( تصرفوهن بالهني )) حيث يعلن موظف دبلوماسي تعيّن بالصدفة أو مذيع فاشل عن ورود مرتب شهر كذا؛ أو نزول منحة كذا، بينما يلتهم الأخوة مرتبًا يعادل عشر أضعاف مرتبات الفقراء والبسطاء الذين أغرقهم الدين وملئت أسماؤهم دفاتر المحلات ضمن قوائم المديونين.
إن هذه الحالة المخيفة التي يتهكم عليها صعاليك لا يشعرون بها أساسا، ويستهزؤون بمرارتها ويطالبون المواطنين بالتعبير عن السعادة والرضى، وعدم التدوين على قصص الفقر والإفلاس والجوع الذي أصاب العامة، لهي حالة مفصلية في عمر الدولة، إذ أن النفط يضخ، والمؤسسة تبيع والايرادات تتدفق (بشكل كامل أو جزئي هذا أمر لا يمكن معرفته بسهولة) علاوة على أن مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي قد تم تغييره ولكن دون جدوى.
تجسدت في ليبيا عبر سنوات طبقية واضحة، وتناقصت مع مرور السنين مدخرات الأسر، وأصبح الزواج والبناء غير متاح للعامة، وأصبحت الوظائف لا تكفي رواتبها لمنتصف الشهر ولا تأمين صحي والإدارة الطبية تغلغلت فيها الوساطة فأصبح طب الدولة لا يطبب إلا فلان وعلان.
يبدو أن صدمة الاقتراض من المركزي مع إصرار الحكومة على ضخ المليارات من خلال الباب الثالث، ستحرم المدونين هذه امتهاننا واذلالنا وطلب أن نشكر الناس تعبيرا عن شكرنا لله وأن (نصرفوهن بالهني)