أعلن رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، الإثنين، خارطة طريق، قبل يوم من انتهاء خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي، والتي أنتجت السلطة التنفيذية الحالية.

وسمى باشاغا خارطة الطريق التي كشف عنها عبر حسابه الرسمي بـ”خريطة الطريق نحو الاستقرار والتعافي”، مؤكداً أن الحل الوحيد للوصول إلى بر الأمان في خريطة طريق وطنية ومسؤولة وعملية شاملة تتماشى مع استحقاقات المرحلة وتستجيب لأماني وتطلعات الشعب الليبي في مستقبل زاهر.

وأوضح باشاغا، أن البلاد اليوم أمام مفترق طرق مصيري وخطير، مشدداً على ضرورة العمل على ضمان مستقبل أفضل ومستدام.

وأضاف رئيس الوزراء، أن مبادرته تشمل الخطوات الأكثر أهمية من أجل تحقيق الاستقرار، عبر ثلاث نقاط رئيسة، هي انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة، والسلام والأمن والاستقرار، والازدهار الاقتصادي، معتبراً أن إجراء انتخابات وطنية في البلاد من أكثر هذه الأولويات إلحاحاً.

وذكر رئيس الحكومة الليبية عدداً من المتطلبات المهمة والأساسية، التي يجب التركيز عليها لإنجاح المبادرة، ومنها توفير وضمان الحد المقبول من الخدمات الأساسية، من خلال توفير والحفاظ على الجودة الأساسية لخدمات الحياة، مثل المياه والكهرباء، وبالطبع المستوى المقبول للخدمات الصحية والتعليمية، وكذلك الشفافية والمساءلة في جميع العمليات الحكومية، قبل وأثناء وبعد الانتخابات، والمساءلة المالية من خلال قانون الموازنة العامة، للمساعدة على ترشيد الإنفاق وتقلص معدل الفساد.

وعلى صعيد أولوية الانتخابات، شدد باشاغا على ضرورة سلامة وأمن جميع الليبيين، بما في ذلك ضمان قدرتهم على التصويت دون خوف من الانتقام أو الأذى الجسدي، والالتزام بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، والبناء عليه، والمضي قدماً لدعم عمل لجنة 5 + 5 نحو إنهاء حال الصراع وتوحيد القوات المسلحة، بالإضافة لـ”إنشاء نظام قيادة واضح، ينهي الاشتباكات والعنف بين الجماعات المسلحة.

كما أكد رئيس الحكومة الليبية على ضرورة ضمان الحق الكامل للجميع في التصويت أو الترشح في الانتخابات، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الشباب نساء ورجالاً من المشاركة الواسعة، متعهداً بتنظيم حكومته حملات تسجيل الناخبين، وزيادة الوعي بالانتخابات وأهميتها.

وأكد باشاغا على أن من بين ركائز نجاح خريطة الطريق، ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي والأطراف المعنية الأخرى، بما في ذلك التعاون والتنسيق مع البعثة الأممية في ليبيا، للحفاظ على السلام والوصول إلى الانتخابات، والعمل بشكل وثيق مع المجلس الرئاسي ودعم جهوده المتعلقة بالمصالحة، تزامناً مع التنسيق مع الأمم المتحدة لخلق حوار ليبي حقيقي من أجل تهدئة المخاوف، ومعالجة المخاوف، وإزالة أي عقبات أو حواجز قد تعيق المشاركة الكاملة في الانتخابات أو قبول نتائجها.

وختم باشاغا نص خريطة الطريق بالتعهد بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية دون أي تأخير، وفي أقرب موعد تحدده خريطة الطريق، وبالتعاون الكامل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات”. كما تعهد بتسليم الأمانة للشعب الليبي، من خلال انتخابات حرة ونزيهة، فالشعب الليبي وحده الذي له الحق وصاحب القرار النهائي في تقرير مصيره ومستقبله.

يشار إلى أن مجلس النواب حجب الثقة عن حكومة الدبيبة، في سبتمبر الماضي، بعد فشلها في إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر الماضي موعد انتهاء ولاية الحكومة، قبل أن يكلف باشاغا بتشكيل حكومة، منتصف فبراير الماضي.