الكافيار هو بيض مُملَّح وغير مُخصَّب؛ أي لا يحتوي أجِنَّةً، يُستخرَج من أنواع مُعيَّنة من السّمك؛ أهمُّها سمك الحفش الكبير، ويُعدّ الكافيار طعاماً شهيّاً وفاخراً في العديد من بُلدان العالم؛ حيث يُباع بأسعار عالية جداً، ويفسدُ الكافيار بسرعة مع مرور الوقت، لذا لا بُدّ من إبقائه مُبرَّداً باستمرارٍ؛ حفاظاً عليه، وقد يحتاج إلى التّعقيم والبسترة، ومن ثمّ التّغليف بصُورة مُفرَّغة من الهواء؛ لشحنه دون أن يتلف.
تختلفُ أنواع الكافيار، ونكهته، وطعمه، وثمنه؛ وذلك حسب السّمك الذي استُخرِج منه، فهو مُجرّد صنفٍ من الطّعام له أنواع كثيرة مُتعدِّدة، وتُقدَّر قيمته حسب لونه، وقوامه، ونكهته.
يدخلُ في إنتاج الكافيار حوالي ستّة وعشرين نوعاً من السّمك، وهي جميعها من أنواع سمك الحفش، أمّا الأسماكُ الأخرى -مثل السّلمون الذي يُضاف بيضه فوق السّوشي- فلا يُعدّ بيضها كافياراً، بل هو صنف آخر من الطّعام.
تاريخ الكافيار
يبدو أن الكافيار كان من الأطعمة التي يقتصر تناولها على الملوك والحكام عبر الكثير من المراحل التاريخية، ولكن في أمريكا وخلال القرن التاسع عشر، كان الكافيار يُقدم كوجبة خلال الوجبات المجانية في بعض التجمعات وبشكل يومي، وقد كانت نكهته المميزة ذات الطعم المالح سببًا في انتشار استخدامه بين الكثير من الناس.[٤] وكان سمك الحفش الذي يؤخذ منه الكافيار متوافر وبشكل كبير في المسطحات المائية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي شجع الألماني (همري شاخت) عام 1873م على تأسيس شركة ليصدر من خلالها الكافيار لأوروبا وبأسعار مرتفعة، ومن ثم تبعه مستثمرون آخرون، وفي نهاية القرن 19 أصبحت أمريكا أكبر مصدر له في العالم.
إنتاج الكافيار
تُعدّ روسيا إحدى أهمّ الدُّول المُصدِّرة للكافيار في العالم؛ حيث تُستخرَج أعداد كبيرة منهُ من مياه البحر الأسود وبحر قزوين قُبَالة السّواحل الروسيَّة، ومن أسماك الحفش التي يُستخرَج منها الكافيار: الحفش الأبيض، والأوسترا، والسّفروج، ويتراوحُ لونه بين الرماديّ والأسود حسب النّوع.
ويُذكَر أنّ العديد من بيوض الأسماك الأخرى لها فوائد عدة، وتُباع تجاريّاً على نطاقٍ واسعٍ، وتكون تكلفتها مُنخفضةً جدّاً مُقارنةً به، ولكنّها ليست كافياراً حقيقيّاً، ومن أمثلتها: بيوض السّلمون الأبيض، والبلم.
وتُقدَّر أرباح تجارة بيض الكافيار القانونيّة في أنحاء العالم جميعها بمئة مليون دولار سنويّاً، أمّا بيعه في الأسواق السّوداء فيعودُ أيضاً بمبالغ طائلة، وتستهلك الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وحدَها القسم الأكبر منه؛ حيث يُصدَّر إليها 60% من الإنتاج العالميّ السنويّ من كافيار بيلوغا، وهذا النوع هو الأغلى والأعلى ثمناً بين أنواع الكافيار جميعها.
استخراج الكافيار
يُمكن تحضير الكافيار باستخراج عناقيد البيض الطّازجة من داخل سمكة الحفش بعد اصطيادها على الفور، وبعد الحصول على البيض يُفلتَر بلُطفٍ بمنخلٍ؛ للتخلّص ممّا قد علِق به من أنسجة السّمكة أو بقايا الدّهون، ثمّ يُضاف إليه الملح بنسبة تتراوح بين 4-6%؛ وذلك لحفظه من التّلف، وتقوية طعمه الأصليّ.[٥] وقد يُضاف مسحوق البورق إلى الكافيار أيضاً كما يحدث في إيران مثلاً، ولا بدّ من أن يُحتفَظ بالكافيار الطّازج ضمن درجة حرارة تتراوحُ بين 0-7 درجاتٍ مئويّةٍ، ثمّ يُصدَّر إلى أنحاء العالم؛ ليُباع بأثمانٍ باهظةٍ.
الكافيار و الصحة
يُعدّ الكافيار صنفاً مُترَفاً من الطّعام، ولذلك فلا تأكل منه في العادة سوى كميّات صغيرة جدّاً في كلّ مرّةٍ؛ إذ يتميّز باحتوائه كميّاتٍ مُركَّزةً من بعض العناصر الغذائيّة، ومن أهمّها الكولسترول؛ حيث تحتوي كلّ ملعقة من الكافيار على ثُلْث القيمة اليوميّة المنصوح بها من الكولسترول بأكملها، ونظراً لكثرة المخاطر الطبيّة عند المُبالَغة باستهلاك الكولسترول، فإنّه يجب عدم الإكثار من تناول هذا الطّعام.
تتلخّص فوائد الكافيار بأنّه مُنشِّط للدّورة الدمويّة والقلب، ومفيدٌ لكلٍّ من أمراض القلب والشّرايين؛ وذلك لاحتوائه على تركيزاتٍ عاليةٍ من عدّة عناصر تُفيد الجهاز الدوريّ في جسم الإنسان، ومن أهمّها أحماض أوميغا-3 الدهنيّة؛ وهذه الأحماض عبارةٌ عن دهون غير مُشبَعة، ويُعتقَد أنَّ لها دوراً كبيراً في الحماية من جلطات الدّم، وحماية الشّرايين من التصلُّب، ممّا يُساهم في تقليل احتماليّة السَّكتات القلبيّة، ويُنقِص مستوى ضغط الدّم.
عدا عن ذلك، يحتوي الكافيار على فيتامين ب12، وهو عنصرٌ مهمّ في بناء خلايا الدّم الحمراء، ومُساعدة الجسم على استهلاك الأحماض الدهنيّة، كما يُعدّ السّيلينيوم الموجود بكثرة في هذا الطّعام مُضادّاً للأكسدة، وحامياً لخلايا الجسم من الضَّرر، وقد يكون مُضاداً للسّرطان.