أثار تأجيل افتتاح منفذ رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس للمرة الثالثة، على الرغم من إعلان حكومة الدبيبة عزمها على ذلك، تساؤلات عدة، أبرزها:
ما أسباب عجز حكومة الدبيبة في السيطرة على معبر رأس جدير؟
مصدر أمني من وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة أفاد بأن الفشل في فتح المعبر للمرة الثالثة جاء بسبب إغلاق مواطنين من مدينة زوارة الطريق الساحلي أبوكماش – رأس جدير في وقت متأخر من ليلة الأحد إلى الاثنين الموعد الذي أعلنته حكومة الدبيبة لافتتاح المعبر.
نفت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، ربيعة أبوراص أن يكون فشل حكومة الدبيبة في إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي بسبب تأخر الجانب التونسي في ذلك، مؤكدة أن السبب وراء ذلك الأزمة الداخلية بين الدبيبة وأهالي مدينة زوارة، وتكرر الفشل كون الحوار والتفاوض كان يجب أن يكون مع الأطراف المحلية وليس مع الجانب التونسي.
من جهته، قال الباحث التونسي في العلاقات الدولية البشير الجويني، إن المشكلة في تعذر فتح المعبر تتركز في التباين بين السلطة المركزية في العاصمة طرابلس وإدارة معبر رأس جدير، وأن تصوير الأمر أن مجرد التوقيع على اتفاق سيحل المشكلة أمر يقفز على حقائق عديدة تاريخية وجغرافية وأمنية. وأوضح الجويني أن نجاح تأمين المعبر وإعادة فتحه مرتبط بعوامل ثلاثة: أولا: سيطرة الأجهزة النظامية من الجانب الليبي، وثانيا: حل الإشكاليات ذات البعد الاقتصادي بشكل قانوني مع مراعاة خصوصيات الجهة من الجانبين التونسي والليبي، ثالثا: إخراج المعبر عن كل أشكال التجاذبات السياسية أو المناطقية واعتبار كل من يهدد سلامته وسهولة تحرك الأشخاص والبضائع والأموال ضمن نطاقه مهددا للأمن الحيوي للبلدين، بحسب قوله.
من المسيطر فعليا على معبر رأس جدير؟
تسيطر على معبر رأس جدير منذ عام 2011 قوات عسكرية تابعة للمجلس العسكري لمدينة زوارة الأمازيغية، وضمّته رسميا إلى منطقتها الإدارية الواقعة تحت سيطرة بلديتها، إلا أنه في التاسع عشر من مارس من العام الحالي 2024، تحاول قوات تابعة لحكومة الدبيبة السيطرة على المعبر، حيث بدأت بالاشتباك مع القوة المسيطرة على المعبر عبر استخدام قوة إنفاذ القانون برئاسة الخيتوني إلا أنها فشلت في ذلك، بعد إصابة العشرات منهم بجروح.
آخر محاولات الدبيبة للسيطرة على معبر رأس جدير
أفاد مراسل شبكة لام بمدينة زوارة اندلاع اشتباكات مسلحة بين الكتيبة 55 برئاسة معمر الضاوي، التابعة لرئاسة الأركان بحكومة الدبيبة، حاولت السيطرة على الطريق المؤدية إلى المنفذ، وقوة عسكرية تتبع غرفة عمليات زوارة، ما تسبب في تصاعد الاستنفار الأمني بالطريق الساحلي المؤدي للمعبر.
ماهي خطة حكومة الدبيبة القادمة للسيطرة على المعبر؟
أصدر معاون رئيس هيئة الاركان العامة صلاح الدين النمروش، تعليماته بمنع عبور أي آليات عسكرية غير مكلفة في اتجاه منفذ رأس اجدير الحدودي مع تونس. وقام النمروش بجولة تفقدية في تمركز الكتائب المكلفة من رئاسة الأركان بمداخل ومخارج منطقة أبوكماش، وفق بيان مقتضب صادر عن رئاسة الأركان.
فهل ستنجح حكومة الدبيبة في السيطرة على المنفذ وإعادة افتتاحه في المرة القادمة؟