بعد نحو شهرين على إغلاق حكومة الدبيبة معبر رأس اجدير الحدودي مع تونس، إثر فقدها السيطرة عليه، حيث توقفت الحركة تماما في المنفذ منذ 18 من شهر مارس الماضي، بعد اشتباكات بين مجموعات من مدينة زوارة وقوة تابعة لإدارة إنفاذ القانون بالمنطقة الغربية دخلت إلى المعبر بتكليف من وزير الداخلية بحكومة الدبيبة عماد الطرابلسي للسيطرة عليه.

على إثر ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة، سحب أعضائها من المنفذ، مؤكدة أنه خرج عن سيطرتها كليا، نتيجة خلافاتها مع مجموعات مسلحة حول إدارته، وفشل الوساطات ومحاولات إيجاد حل للأزمة.

وقالت في بيان لها إن الطرابلسي أمر بانسحاب الأعضاء العاملين بمديرية أمن المنفذ ومركز الشرطة ومصلحة الجوازات والجنسية، حفاظا على الأرواح والممتلكات “بعد قيام مجموعات مسلحة بتحشيدات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مما شكل تهديداً مباشراً على الأعضاء العاملين بالمنفذ.

واتجهت حكومة الدبيبة بعد فشلها في السيطرة عسكريا وأمنيا على المنفذ للبحث عن حلول اجتماعية، فدعت إلى عقد لقاءات واجتماعات بحضور ممثلين عن العديد من المجموعات المسلحة غربي البلاد، لإيجاد صيغة تنسيق يمكن من خلالها إعادة العمل بالمنفذ الحدودي. وشهدت الاجتماعات مشادات تطورت إلى اشتباكات بالأيدي بين ممثلين عن مدينة زوارة وآخرين تابعين للطرابلسي، بعد طلب الأخير تغيير أفراد في الطاقم الإداري للمنفذ.

وشكلت حكومة الديبية غرفة أمنية مشتركة برئاسة عبدالحكيم الخيتوني، الذي أعلن تسلُّم مهام تأمين المنفذ من رئاسة الأركان العامة، منذ الرابع من أبريل الماضي، إلا أن هذه الغرفة المشتركة لم تنجح في مهامها أيضا ولم تستطع إعادة فتح المعبر، أو حتى السيطرة عليه.

ومع تواصل غلق معبر رأس اجدير، يشهد منفذ وازن الحدودي مع ذهيبة التونسية ازدحاما كبيرا، إذ ينتظر المسافرون لأكثر من 10 ساعات للدخول إلى الأراضي التونسية.

وتعلن حكومة الدبيبة في كل فترة استعداداتها لإعادة فتح معبر رأس اجدير بعد اتفاق لتأمينه، على أن تستأنف حركة العبور بين البلدين، بعد توصل الأطراف الليبية المتصارعة إلى اتفاق يقضي بتشكيل قوة مشتركة بين مكونات مدينة زوارة ورئاسة الأركان بالمنطقة الغربية، تتولى فرض الأمن بمعبر رأس اجدير وحماية السلم الاجتماعي.

وبحث الطرابلسي الاثنين الماضي، مع الرئيس التونسي قيس سعيد، ملف معبر رأس اجدير، معلنا البدء في إجراءات إعادة فتحه واستئناف حركة المسافرين بين البلدين.

وبينما ينتظر الليبيون لأكثر من خمسين يوما إعادة فتح المعبر، لتخفيف معاناة المسافرين الذي اتخذوا من معبر وزان حلا مؤقتا للعبور إلى الأراضي التونسية، في ظل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران والظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها البلاد، خاطب وزير الداخلية بحكومة الدبيبة عماد الطرابلسي الاتحاد الليبي لكرة القدم، بمنع حضور الجماهير لباقي مباريات الدوري الليبي، معلنا عجزه عن تأمين المباريات بحضور الجماهير الرياضية.

فهل تستطيع داخلية حكومة الدبيبة تأمين منفذ رأس اجدير بعد إعلان عجزها تأمين جماهير المباريات؟