شهدت مدينة الزاوية أمس السبت نشوب اشتباكات لساعات في مناطق بالمدينة بين مجموعات مسلحة لم يُعرف سببها حتى الآن، ودون أن تصدر الجهات الرسمية والمسؤولة في غرب البلاد أي توضيحات بشأن الاشتباكات.

 وأدت الاشتباكات إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين، لن يتضح عددهم، لكن مصدر طبي بمصحة النواران أفاد بمقتل شخص وإصابة آخر نقل لمصحة قريبة داخل المدينة، مما أثار مخاوف من تصعيد أوسع نطاقا للصراع.

وناشد الهلال الأحمر – فرع الزاوية، مساء أمس السبت، الأطراف المتنازعة في منطقة الحرشة وقف إطلاق النار، وفتح ممر آمن حتى يتسنى إخراج العائلات العالقة في مواقع الاشتباكات.

وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، مساء أمس السبت، تأمين خط سير لعودة المواطنين من مدينة الزاوية نحو العاصمة طرابلس بالتعاون مع المجلس البلدي.

وقال الجهاز، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، إن فرق الطوارئ ببلدية الزاوية الغرب تؤمن خط سير المواطنين في أثناء العودة للعاصمة طرابلس، وذلك على خلفية التوتر الأمني بالمنطقة.

وأكد كذلك إغلاق الإشارة الضوئية في الصابرية من قِبل فرق الطوارئ بالزاوية، حفاظًا على أرواح المواطنين، حيث يجرى توجيه العائدين إلى العاصمة طرابلس من طريق فرعي.

على أثر ذلك، دعا حراك تصحيح المسار بالزاوية الكبرى المنطقة العسكرية كافة والساحل الغربي إلى التدخل كطرف محايد لإنهاء التوتر الأمني في المدينة.

ووصف الحراك، في منشور عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، ما يحدث بـالمهزلة، بعدما بدأت الأوضاع الأمنية تهدأ في المدينة، منتقدًا موقف حكومة الدبيبة وشيوخ القبائل إزاء ما يحدث.

وتتزايد المخاوف من تأثير التوتر الأمني في مدينة الزاوية على البلاد باندلاع حرب وتوسع رقعة الاشتباكات إلى مناطق ومدن أخرى، خصوصا بعد أن تداولت مصادر محلية من المدينة استمرار المواجهات وفشل جهود التهدئة.

 إلا أن مصادر محلية من المدينة أكدت توقف الاشتباكات وفتح الطريق الساحلي، بعد توسط الأعيان والهلال الأحمر والكتيبة 103 لفض النزاع.

ودعا رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد إلى وقف فوري لإطلاق النار في الزاوية،

وقال حماد على حسابه بمنصة “إكس”، “بكل أسف وقلق تابعنا ما يجري حاليا من اشتباكات مسلحة بين إخوتنا وأهلنا بمدينة الزاوية، التي استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلفت عددا من القتلى والجرحى”.

وأضاف: “في الوقت الذي ندعو الله أن يحقن دماء الليبيين من جميع الأطراف، فإننا نهيب بالجميع الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب لغة العقل واللجوء إلى أجهزة الدولة الرسمية الأمنية منها والقضائية”.

وأوضح عضو مجلس النواب على الصول خلال تصريح خاص بشبكة لام أن ما يحدث في مدينة الزاوية، من اشتباكات مسلحة سببه غياب الدولة ومؤسساتها، مشيرا إلى أن من يدفع فاتورة الاشتباكات هو المواطن البسيط وفق قوله.

بدورها، أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا عن عميق قلقها وإدانتها للاشتباكات المسلحة التي اندلعت بمدينة الزاوية غربي العاصمة طرابلس بين مجموعة مسلحة.

وأوضحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا في بيان لها أن الاشتباكات دارت داخل المناطق المأهولة بالسكان، وهو ما عرض أرواح وممتلكات السكان للخطر.

وأكدت المنظمة أن التحشيد العسكري لطرفي النزاع يؤدي إلى خسائر بشرية غير محدودة، وبخاصة مع انتشار السلاح على نحو واسع، أخذا في الاعتبار أن تلك المجموعات المتقاتلة تعاني من نقص في الانضباط.

تجدد الاشتباكات بين الحين والآخر خلال الأشهر الماضية في عدة مدن غرب البلاد، أبرزها العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية، يدحض ما أعلنته حكومة الدبيبة في شهر مايو 2023  بإطلاقها عملية أمنية بمدينة الزاوية والساحل الغربي.

 استخدمت فيها الطيران المسير، مؤكدة قضائها على مجموعات مسلحة وإجرامية خارجة عن القانون، ويؤكد ما اتهمت به الحكومة الليبية في شرق البلاد بأن العملية التي أطلقها الدبيبة هدفها الرئيس هو السعي لتوسيع نفوذ حكومته  واستهداف كل من يعارضها.