تُعد دولة المماليك جزءاً مهماً من المجتمع الإسلامي المصري والسوري، حيث قام المماليك بحكم مصر وسوريا من عام 1250 إلى عام 1517م، أي أنه لمدة 250 عام كان حكام مصر وسوريا من المماليك أو أحفاد المماليك، وقد كان دور المماليك مؤثراً إسلامياً حيث كانت أهم انجازات المماليك الأتراك هي طرد الصليبيين المُتبقيِّن من بلاد الشام، وهزيمة المغول في فلسطين وسوريا، مما جعل جميع المسلمين ممتنين لهم لإنقاذ الحضارة العربية الإسلامية من الدمار.[١] من الجدير بالذِكر أن تاريخ المماليك ينقسم إلى فترتين بناءً على السلالة الحاكمة حينها إلى:

. الفترة البحرية للمماليك (1250-1382م): حيث كانت السلالة الحاكمة من أصل قشقاق تركي من جنوب روسيا، حيث سُميت هذه الفترة على اسم موقع ثكناتهم على النيل.

.فترة برج المماليك (1382-1517م): حيث كانت السلالة الحاكمة من أصل قوقازي من الشركس، الذين تلعموا اللغة العربية وأساسيات الإسلام وفن الحرب ومن ثم تم إيواءهم في القلعة أو البُرج.

امتاز عصر المماليك البحري بازدهار التجارة بين الشرق والغرب في الحرير والتوابل، واهتمامه بالفن والعمارة، حيث تم تطوير العديد من التقنيات الفنية التي أنشأها الأيوبيون، ودمج العديد من التأثيرات من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كما ساهم اللاجئون من الشرق والغرب في هذا التطور الفني المعماري، حيث كانت الفنون الزخرفية في عهد المماليك كالزجاج المطلِّي والمُذهَّب، والأشغال المعدنية، والأعمال الخشبية، والمنسوجات، لها دور كبير في دعم الإنتاج المحلي.[٢] أمَّا عن عهد برج المماليك فقد قام السلاطين حينها باتباع خُطى أسلافهم سلاطين عهد المماليك البحري، وقد كانت المنسوجات والسجاد المملوكية لها أهمية في التجارة الدولية، بالرغم من تدمير المقاطعات الشرقية المتوسطية على يد الفاتح في آسيا الوسطى في عام (1370-1405)، وانتشار المجاعة والطاعون، والصراع المدني في مصر في القرن الخامس عشر. كما تم إنعاش الاقتصاد المملوكي بسبب تجارة المنسوجات المملوكية بين إيران وأوروبا، والنشاط التجاري للحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

أشهر سلاطين دولة المماليك

شجر الدر

 أول سلاطين المماليك في مصر شجر الدر أو شجرة الدر وكنيتها هي أم خليل عصمة الدين ،  بعد أن  قتل أمراء المماليك توران شاه آخر ملوك الدولة الأيوبية أجمعوا على تنصيب شجر الدر  ملكة على البلاد ،وأخذوا لها البيعة والدعوة لها على المنابر ،حيث كانت أول امرأة مسلمة  تتولى حكم البلاد ، ولكن الخليفة العباسي لم يوافق على تولية امرأة العرش ، ونتيجة للضغوط فتنازلت عن حكم البلاد لزوجها عز الدين أيبك  1250 – 1250م ، 648 – 648ه  ،وهو من المماليك ، وبذلك قامت دولة المماليك البحرية  .

السلطان الملك المعز 

عز الدين أيبك الذي تولى الحكم من 648- 655 ه – 1250 ، 1257 ، وكان يلقب باسم السلطان الملك المعز  ، وبعد تنصيبه بدأت دولة المماليك البحرية  وبعد مقتله تولى ابنه المنصور على وكان لا علم له بأمور الحكم .

السلطان الملك المعز

نور الدين علي أو المنصور علي أو ابن المعز عز الدين أيبك  وامتدت فترة حكمه من 1257 – 1259 م  ، 655 -657 ه ، وكان المملوك قظز وصيًا عليه  ، ولكن عزله بعد تزايد خطر زحف التتار .

سيف الدين قطز

السلطان الملك المظفر وامتدت فترة حكمة من 1259 -1260 م ، 657 ه – 658 ه ، وكان سيف الدين قطز قد عين وصيًا على المنصور علي ، ولكن عزله لحاجة البلاد إلى حاكم قوي  يتصدى للغزو التتاري على مصر والعالم  ، وعمل قطز على توحيد الصفوف لمواجهة المغول ، وانتصر المماليك انتصارًا ساحقًا في معركة عين جالوت .

الظاهر بيبيرس

تولى الظاهر بيبيرس الحكم عام 658 ه – 676 هـ ، 1260 م إلى 1277 م ،بعد أن تخلص من السلطان قطز ، تم في عهد بيبرس إعادة إحياء الخلافة العباسية  ، في الوقت الذي كان فيه جزء كبير من العالم الإسلامي ينهار تحت تهديد المغول والصلبين على حد سواء ، جعل هذا العبد السابق الذي أصبح سلطان مصر دولة قوية في قلب الشرق الأوسط.

السلطان الملك محمد سعيد

محمد بركة خان تولى الحكم 1277 – 1279م ، 676 – 678هـ ، بعد وفاة الظاهر بيبيرس متأثرًا بجراحه في معاركه ضد الصليبين والمغول ، ثم أجبره المماليك الصالحية على خلع نفسه ، وتعيين أخاه بدر الدين سلامش ابن الظاهر بيبرس وكان عمره حوالي سبع سنوات

السلطان الملك العادل

بدر الدين سلامش  الذي تولى الحكم من 1279 – 1279م ، 678 – 678هـ ، وبعد ثلاثة أشهر قام الأتابك سيف الدين قلاوون بخلعه ونصب نفسه ، ولقب بالملك المنصور .

السلطان الملك المنصور

سيف الدين قلاوون الذي تولى الحكم من 1279 – 1290م ، 678 – 689هـ ، بدأ عهده بالتصدي للتمرد لحاكم دمشق ،  وفتحت في عهده العديد من المدن ، واستعان بالمماليك الشراكسة أو البرجية واسكنهم القلاع .

السلطان الملك الأشرف

خليل ابن المنصور قلاوون  الذي تولى الحكم من 1290 – 1293م ، 689 – 693هـ ، بعد وفاة قلاوون ، بدأ عهده بمتابعة الحملة التي أعدها والده لقتال الصليبين في ساحل الشام ، وبدأ جيشه بمؤازره أمراء الشام بمحاصرة عكا ، وبدأت الحصون الصليبية تتهاوى واحدة تلو الأخرى ، وقداغتالت المماليك بقيادة بيدرا الأشرف خليل وتم الاتفاق على تعيين أخيه وعمره تسع سنوات .

السلطان الملك الناصر

محمد ابن المنصور قلاوون الذي تولى الحكم من 1293 – 1294م ، 693 – 694هـ ،  تزايدت حدة الأمراء بعد ذلك وبدأو بتصفية بعضهم ، إلا أن قام كتبغا بعزل السلطان الناصر ونصب نفسه .

السلطان الملك العادل

العادل كتبغا الذي تولى الحكم من 1294 – 1296م ، 694 – 696هـ ، وقد اتفق على أن يكون الأمير حسام الدين لاجين نائب للسلطنة ، لكن لاجين ما لبث وأعلن نفسه سلطان .

الـسلطان الملك المنصور

حسام الدين لاجين الذي تولى الحكم من 1296 – 1299م 696 – 689هـ ، قتل السلطان لاجين على يد المماليك وعادت الصراعات على الحكم .