بقلم| سليمان البيوضي – مرشح رئاسي

لم يعد في جعبة الدبيبة الكثير ، وهو سيلعب لعبة الروليت الروسية بإعادة تنظيم حكومته ، و بتجردو وفقا لمنهجية الاضطهاد والإقصاء التي مارسها في طور حكومته الأول ، فيمكن تقدير النتيجة مسبقا ومعرفة الخاسر في هذا الروليت ، فإعادة هيكلة الحكومة يحتاج لقرار شجاع تواجه فيه العائلة (منظومة السلطة ) مسألة بالغة الحساسية وهي موقفها من أي شخصية مقترحة للمشاركة معهم في السلطة الجديدة ، و القدرة على التفاعل معها بمعطيات جديدة دون النظر للمواقف المسبقة منها ، وهو أمر مستحيل بالنظر لنموذجهم السابق ، ولذا فإن أي تحديث للحكومة بمنطق التبعية المطلقة ، هو فشل مؤكد وقفزة في الهواء ، والنقطة المضيئة في مشروعهم الجديد هو الإطاحة ببعض الطامحين مبكرا ، وإزاحتهم من المشهد العام قبيل إعادة ترتيب المشهد السياسي الليبي دوليا.

الدبيبة امام خيارات صعبة بداية من فكرة تخليه عن أقرب حلفائه بل و أبنائه داخل الحكومة ، وبالتالي هدم البيت على رؤوس ساكنيه إذا فشلت هذه الخطوة ، إلى التعاطي مع المعارضة بمستوياتها المتعددة وتجاهله لأي طرف فيها سيؤدي لصياغة معارضة أكثر قدرة وقوة ، عكس المعارضة القائمة حاليا والتي صَنَعَ بعضها على عينه ، و المؤكد أن الدبيبة بات على يقين بأن حكومته الحالية غير قابلة_للحياة، ولذلك اختار المضي نحو تعديلها ، وحتى الآن تبدو قفزة في الهواء وخطوة غير مدروسة ، ويطلق فيها الدبيبة النار على قدميه.

و متيقنا أقول بأن الدبيبة بحاجة لإعادة قراءة الواقع غربي_البلاد، و التعامل بجدية و شجاعةمع توصيات أممية سابقة لنجلاء_المنقوش في وساطة مباشرة لمنع تآكل الحكومة في الأوساط الشعبية ، و التجرد من عواطف العائلة ( منظومة السلطة ) ومواقفها ، والإنطلاق من جديد في صناعة تحالف سياسي ديناميكي مبني على القدرة والتأثير ، ليمنح لنفسه فرصة أخيرة للخروج الآمن و ضمان المشاركة السياسية ولعب الأدوار في مراحل قادمة ، ولا أتصور أنه قادر على تطبيق التوصيات الأممية ، لذا فإن التعديل القادم محكوم عليه بالفشل! .