بلغ عدد النازحين الذين سجلوا أنفسهم في قوائم الناخبين 24 ألف و766 نازح، بعد إغلاق منظومة سجل الناخبين في الـ 17 من أغسطس الماضي من طرف المفوضية الوطنية العليا للانتخابات, التي خصصت 14 مركزا انتخابيا للنازحين داخل ليبيا, للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.

رقم أظهر عزوفاً كبيراً لدى النازحين, حيث يحصي التقرير الأخير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا نحو 220 ألف نازح داخل ليبيا، ما يعني أن ما يقرب من 11% فقط من النازحين استجاب فعلا للنداء ات المتكررة لمفوضية الانتخابات ويسجل اسمه

عزوف مفاجئ

عزوف تفاجأ به عديد المراقبين, حيث ان أغلب النازحين ترك بيته وعائلته لأسباب سياسية وأمنية، ويأمل أن تكون الانتخابات بداية معالجتها في حالت نجحت في إنهاء الانقسام الذي تعيشه الدولة.

وفي تصريح لمنصة لام, قال سعد الجازوي عضو مجلس النواب إن اصطفاف الأجسام المنتخبة إلى جانب طرف معين, وعدم إيلاء هذه الأجسام لملف المهجرين والنازحين أهمية قصوى أدى إلى عزوفهم عن التسجيل في سجل الناخبين.

وأضاف الجازوي أن التشويه الإعلامي الذي حصل لهذه الأجسام يعد سببا رئيسيا بالدرجة الأولى في هذا العزوف، وأن النازحين كباقي المواطنين وجدوا أن هذه المجالس أو الانتخابات والمشاركة فيها لم تحقق لهم ما يريدون ولم ترفع عنهم المعاناة التي يعيشونها.

فرص ضائعة

مفوضية الانتخابات أنجزت خطوة مهمة باستجابتها أخيرا لمطالب تتكرر منذ فترة طويلة، لتمكين النازحين والمهجرين لأسباب سياسية أو أمنية او اقتصادية من المشاركة الكاملة والفاعلة في الانتخابات، تصويتا وترشيحا، وأصبحت الترتيبات الجديدة التي أعلنتها المفوضية تسمح للمهجرين والنازحين بالتقدم لهذه الانتخبات في دوائرهم الانتخابية الأصلية, حتى لو لم يكن بإمكانهم دخولها خوفا من تهديدات محتملة، كما بإمكانهم التصويت والاختيار الحر بين مختلف المرشحين في دوائرهم البعيدة من خلال مراكز تصويت آمنة في طرابلس، بل صار بإمكانهم ان يشكلوا كتلة تصويت ضاغطة وقوية لدعم مرشحين يحملون مطالبهم إلى البرلمان والرئاسة القادمين.

فرصة أخرى ضائعة, يقول البعض ويرد آخرون أنها قد تكون مؤشرا غير مطمئن على حجم العزوف الانتخابي المنتظر لدى كل فئات المواطنين وليس فقط لدى النازحين.