شهدت الأيام القليلة الماضية رجوع عدد من رموز النظام السابق إلى ليبيا لأول مرة منذ خروجهم منها.

فقد وصل كل من محمد أحمد الشريف وبشير صالح إلى ليبيا بعد سنوات من الغياب، في الوقت الذي ستُقبل فيه البلاد على انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام.

محمد أحمد الشريف، والذي كان يشغل أمين عام جمعية الدعوة الإسلامية وقبلها وزيرا للتعليم، اعتقل أثناء ثورة فبراير 2011 ليمكث في السجن حتى عام 2016، ومن ثَم أُفرج عنه بحكم قضائي من المحكمة العليا بطرابلس. أما بشير صالح المستشار الخاص للقذافي وصندوقه الأسود للشؤون الأفريقية، فقد اعتقلته كتيبة ثوار طرابلس أثناء تحرير طرابلس ومكث معتقلا عندها لمدة ثلاث شهور، قبل أن يتدخل مصطفى عبد الجليل، بسبب ما قيل إنه ضغوطات فرنسية للإفراج عنه ويتوجه بعدها إلى جنوب أفريقيا

عودة هؤلاء الرموز، المتزامنة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، تعطي دفعة لهذا التيار، والذي قد أعلن بعض رموزه عن دخولهم غمار هذا الاستحقاق الانتخابي، وأن حظوظهم متساوية مع تيارات سياسية أخرى، حتى وإن تعارض مع مبادئهم التي رسخها العقيد “من تحزب خان”.

لكن مع ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، والتي تواجه احتمال الرفض لصدور حكم قضائي بحقه، كما قال رئيس مفوضية الانتخابات عماد السائح، فما هي حظوظ هذا التيار في الانتخابات الرئاسية؟

تقارير صحفية تحدثت عن أنّ سيف الإسلام يُمهّد لدعم ترشح محمد أحمد الشريف لخوض الانتخابات الرئاسية إذا ما رفض ترشحه.

الشريف لم يشغل أي منصب أمني أو عسكري أثناء حكم القذافي، بالرغم من تواجده في دوائر الحكم من بداياته بالسبعينيات، ويقول أنصاره إن المرشَّح يمكن أن يكون داعما لملف المصالحة، وإيجاد أرضية تفاهم مع بقية التيارات المتناقضة داخل الساحة الليبية.