أظهرت تجربة سريرية أميركية حديثة أن مرضى فيروس كورونا الذين يتلقون جرعات عالية من “الزنك” و”فيتامين سي” (C) لم يُظهروا تحسنا ملحوظا، عكس المتداول بشأنهما.
ورغم أن بعض الخبراء الطبيين ينصحون باستهلاك “فيتامين سي” و”الزنك” للمساعدة في اكتساب المناعة ضد كورونا، فإن الدراسة أظهرت عكس ذلك مع المرضى المصابين.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال الدكتور ميليند ديساي، أحد المشاركين في التجربة؛ إن “العلاج بجرعات عالية من غلوكونات الزنك (Zinc gluconate) أو حمض الأسكوربيك (Ascorbic acid) (فيتامين سي) أو مزيج من المكملين لم يؤد إلى تقليل مدة الأعراض بشكل كبير مقارنة بمستوى الرعاية الاعتيادية”.
وشملت هذه التجربة السريرية العشوائية 214 مريضا تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا، حيث جرت في الفترة بين 27 أبريل/نيسان و14 أكتوبر/تشرين الأول 2020 بالولايات المتحدة.
وسعت التجربة إلى إظهار إذا كانت الجرعات العالية من “الزنك” أو “فيتامين سي” ستقلل حدة الأعراض أو مدتها، مقارنة بالرعاية المعتادة لمرضى كورونا.
لا فرق بين العلاج بالمكملات وغيره التقليدي
كما أفاد ديساي (وهو طبيب القلب وأستاذ الطب في عيادة “كليفلاند”) بأن “هذه التجربة أقيمت في الولايات المتحدة فقط، بعدة مراكز في أوهايو وفلوريدا ضمن النظام الصحي نفسه”. وأردف “72% من المشاركين كانوا من البيض و24% من السود”.
وتم تقسيم المرضى بشكل عشوائي إلى 4 مجموعات لتلقي إما 50 مليغراما من غلوكونات الزنك، أو 8 آلاف مليغرام من حمض الأسكوربيك، أو كليهما، أو تلقي الرعاية الاعتيادية لمدة 10 أيام.
وكانت الأهداف الأولية تحديد عدد الأيام المطلوبة لتحقيق انخفاض بنسبة 50% في أعراض الإصابة بالمرض، بما في ذلك شدة الحمى والسعال وضيق التنفس والإرهاق، حيث تم تقييم كل منها على مقياس من 4 نقاط.
في حين تضمنت الأهداف الثانوية تحديد عدد الأيام المطلوبة لوصول درجة شدة الأعراض إلى الصفر، والاستشفاء، والوفيات، والأدوية الإضافية.
وخلصت الدراسة إلى أنه “لم يكن هناك فرق كبير في النتائج الثانوية بين مجموعات العلاج”.
الالتزام بتدابير الوقاية
الدراسة كشفت أيضا عن أن المرضى الذين تلقوا رعاية عادية من دون مكملات حققوا انخفاضا بنسبة 50% في الأعراض بمتوسط 6.7 أيام مقارنة بـ5.5 أيام لمجموعة “فيتامين سي”، و5.9 أيام لمجموعة غلوكونات الزنك، و5.5 أيام للمجموعة التي تلقت كلا منهما.
وردا على سؤال عما إذا كانت نتائج التجربة ستكون قابلة للتطبيق على مستوى العالم، أوضح ديساي قائلا “لم يتم اختبار إذا كانت قابلة للتطبيق على سكان العالم بعد”.
كما أوضح أنه ليس على علم بأي دراسات عشوائية تم إجراؤها بشكل صارم على المكملات، مثل الفيتامينات الخاصة، والأعشاب، والعلاج أو الأدوية الأخرى، التي “تُظهر بشكل قاطع” أنها تقلل خطر الإصابة بالفيروس.
واستطرد أن “أفضل نصيحة هي التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وارتداء الكمامات على النحو الذي أوصت به منظمات الصحة العامة والمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومنظمة الصحة العالمية”.
المصدر: وكالة الأناضول