تشهد مدينة مصراتة هذه الأيام فعاليات سياسية واجتماعية، تهدف إلى توحيد الجهود الوطنية لإيجاد حكومة موحدة تنهي الانقسام في البلاد، وتقودها إلى الانتخابات. وشهدت المدينة اجتماعات ساخنة وحالة احتقان متصاعدة، تصاعدت معها المطالبات بتشكيل حكومة جديدة وإنهاء الانتهاكات التي ترتكبها حكومة الدبيبة في البلاد. ويتصاعد الغضب بين الليبيين تجاه تفشي الفساد في بلادهم، بسبب ارتفاع نفقات حكومة الدبيبة وإهدارها ثروات البلاد، واستعانتها بالميليشات وتخصيص أموال طائلة للصرف عليها، على حساب خدمات المواطن من علاج وغيره. حيث تشهد البلاد ارتفاعا كبيرا في أسعار السلع؛ يعزوها مراقبون إلى ارتفاع سعر الدولار بالسوق الموازي إلى نحو 7 دنانير، بسبب ارتفاع نفقات حكومة الدبيبة، وعجزها عن وضع خطة لتوفير السيولة النقدية وتقديم الخدمات للمواطنين، وسط مخاوف من زيادة الارتفاع. وتتزايد المطالبات برحيل الدبيبة وحكومته يوما بعد آخر، حيث طالب تجمّع نواب مصراتة الذي يضم أعضاء من مجلس النواب ومن المجلس الأعلى للدولة، خلال لقائه مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي نهاية الأسبوع الماضي، بتشكيل حكومة موحدة مصغرة تشرف على الانتخابات. ويرى متابعون أن حراك مدينة مصراتة سيتوسع وطنيا على مستوى البلاد، بسبب مكونه الذي يضم قادة تنسيقية العمل الوطني، وحراك 17 فبراير لمقاومة الفساد، وأعضاء مجلس النواب والدولة عن مدينة مصراتة، بالإضافة إلى أكثر من 40 عضوا من المجلس الأعلى للدولة، وشخصيات اجتماعية ورجال أعمال وأكاديميين وقيادات عسكرية وممثلين عن الأحزاب السياسية. وفي تصريحات إعلامية، قال عضو حراك 17 فبراير للإصلاح ومقاومة الفساد إبراهيم بن غشير أن الحراك يهدف لإنهاء الانقسام، وإيجاد حكومة موحدة تشرف على الانتخابات، خاصة بعد الجمود السياسي الأخير والفساد، مشيرا إلى أن البلاد في وضع لا تحسد عليه. ويبحث أعضاء حراك تنسيقية العمل الوطني مع عدد من أعضاء المجلس الأعلى للدولة في مدينة مصراتة، الوضع السياسي الراهن، وما تعانيه البلاد من أزمات نتيجة حالة الفساد غير المسبوقة، وانتهاك سيادة الدولة، والتغول على مؤسساتها، مؤكدين على ضرورة التوصل لتشكيل حكومة جديدة موحدة ومحايدة، تكون مهمتها إنجاز الانتخابات وإنهاء حالة الانقسام في البلاد. وفي تصريح خاص بشبكة لام، قال عضو المجلس الأعلى للدولة بلقاسم قزيط، أن اللقاء ناقش مع القوى السياسية بمصراتة سبل حل الانسداد السياسي، وضرورة الوصول لانتخابات برلمانية رئاسية وحكومة “تقكنوقراط” جديدة، معلنا التشاور مع القوى الوطنية المعلنة أخيرا في مدينة مصراتة لتنسيق الجهود على مستوى وطني. وفي ذات السياق، دعا عضو مجلس النواب خليفة الدغاري، خلال تصريحات صحفية، إلى ضرورة تشكيل حكومة موحدة بشكل ملح وسريع جدا، لإنهاء الانقسام في السلطة التنفيذية، مشيرا إلى أن ما تعانيه البلاد من الانقسام السياسي انعكس سلبا على المواطنين، و أن الخلافات والتدخلات الخارجية انعكست سلبا على الأوضاع الداخلية في البلاد. وبين عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس، خلال تصريح خاص بشبكة لام، أن لقاء أعضاء الأعلى للدولة مع أعضاء من تنسيقية الفاعليات الوطنية مصراتة تناول الوضع السياسي الراهن، وسبل الوصول للانتخابات. وأشار كرموس إلى أن اللقاء لن يكون الأول من نوعه، ويهدف للعمل على تشكيل حكومة جديدة موحدة ومحايدة، تكون مهمتها إنجاز الانتخابات. واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة ، يوسف الفارسي، في تصريحات صحفية، أن مدينة مصراتة ضاقت ذرعا من محاولة شق الصفوف بها وتهديد كيانها السياسي والاجتماعي، فسعت للخروج من أجل إنقاذ وحدتها وتشكيل حكومة جديدة توحد ليبيا. وتواصل القوى السياسية والمدنية والاجتماعية جهودها في تشكيل تحالفات لتوحيد البلاد، وتشكيل حكومة جديدة تتولى تنظيم انتخابات عامة في البلاد، وفي المقابل يواجه الدبيبة مخاوف من قرب نهاية حكمه، خصوصا بعد أن فقد أي فرصة للاستفادة من تأييد مدينة مصراتة مسقط رأسه.