(مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32))
لا يجتمع الإجرام والإعمار!
هل يصلح العطار ما أُفْسِدَ أو فسد!
والدعاء بصلاح حالنا
عام 1998 تم ضم شعبية الحزام الأخضر لشعبية المرج، وعين الحزب الحاكم، اللجان الثورية الذي عاد للحكم إلى حين، أحد أهم كوادره وهو عمر رشوان الشهيبي كأمين لجنة شعبية، محافظ يعني.
من أهم إنجازاته طيلة سنة ونصف هو رصف كيلومتر واحد طريق في المرج القديم، وأحضر لذلك ضيوفا ومدعوين وعمل ليلة “بالطبيلة”، وسخر إمكانات صحيفة محلية تابعة له لابراز هذا الإنجاز العملاق، وكان يمشي في مقدمة الحضور وفجأة توقف، وأخذ يجس الطريق بالخبط عليه بقدمه ، وتم توثيق ذلك!
أمن الناس هو الأولوية، ويجب أن لا يرتبط أمنهم بصمتهم وأن يلتزم نظرية “الساس”.
يبهجنا كل تطور عمراني بالتأكيد، لكن ليس على حساب حرية الناس وأمنهم!
لكن بناء الجسور يجب أن يبدأ مع الناس اولا، وإحترامهم وتأمين سبل عيشهم، فالكباري، مع عدم الإنتقاص من أهميتها، يجب أن يسبقها الإهتمام بالمواطن، طالما نحن خاضعين لسلطة الأمر الواقع، وهو أمر لم نراه في التعامل مع سكان درنة الذين أعدادا كبيرة منهم لم يجدوا مأوى لهم فأتجهوا لطرابلس، ويسبقه الإفراج عن مئات المعتقلين والإعلان عن أسماء من قضوا في محابسهم أو خارجها، ظلما أيا كان المبرر، فللنفس البشرية حرمة.
أذا وجد الأمن على النفس والمال فقط سنتقدم، وتدور عجلة الإقتصاد والتنمية الشاملة، فما قيمة تشييد كم كوبري أمام بناء الإنسان والمجتمع، الأمر الذي أنا على يقين أن الحاكم بالأمر الواقع غير قادرا عليه، حتى لو رغبت 20 بلدية من الغرب الإنضمام لهذا الأمر الواقع، وحقيقة لست مطمئن لهذا الانضمام، وهولأ تحكمهم جغرافيا، مستحيل القفز عليها، وكذلك لهم تأريخهم وارتباطهم الذي مهما حاول البعض القفز عليه لن يجروء!
مازلنا حتى الأن لا نعرف مصير عشرات الشباب لفقت لهم التهم وتم القبض عليهم!
ثانيا: مثل هكذا مشاريع، رغم اهميتها، إلا أنها لو كان من يحكم مرتبط بالمحكوم لوجد مخططين مخلصين، وليسوا نفعيين، بغض النظر على البزنسة فيها، ولو كان لي مثلا قرارا، لأستكملت مشروع مطار بنينة بسعة مبدئية خمسة ملايين، لأنه مشروع منتج، مصدر دخل، ويوفر فرص عمل للشباب تحل مشاكلهم، وتخفف العبء على الخزينة العامة، وقبلها ميناء بنغازي الاستراتيجي الأكثر أهمية، وهذا مضر بدول داعمة!
هكذا مشاريع لا يفكر صانعوا القرار بها مطلقا، وجل التفكير في أعمال أشبه ما تكون زينة مثل مدينة رياضية، على أهميتها، وكم كوبري، لن توصل صاحبها بشعب كاره لحكم الأسر والعائلات، ومولات الهدف منها غسيل الأموال!
التنمية منظومة متكاملة ومتشابكة، تبدأ بالاصلاح السياسي، وتمر بالاقتصادي والخدماتي وقبلها الصحي والتعليمي!
لن أخوض في الفساد والمبالغة في قيم العطاءت وإحتكار شخص/أشخاص لها، واختيار النموذج المصري السيساوي وقبله مبارك، كنموذج وترك النموذج القطري وهو المثال الذي يجب أن يحتذى به.
ما أكبر داعمي هذه المشاريع فهو حكومة الغرب المستقلة والتي بينها إتفاق جنتلمان مع حكومة بنغازي والمنطقة الشرقية، وهذا ما جاء في خطاب الذي وعد فأوفى ، والذي يطمح للإنفصال وهو منفصل فعليا، لكن السؤال هل سيسمي دولته بنغازي والمنطقة الشرقية!
حكومة الغرب لها مشاريعها التي صرفت في إحداها وهو عيد الاستقلال أكثر من مائة مليون، هباء منثورا تحت بند الاعطيات وشراء الذمم، رغم حضور قامات وطنية مستحقة للتكريم بإمتياز.
لكن طالما هي لا تسير على نهج المملكلة في العدل والحرية واحترام الإنسان وحقوقه، والتنمية الشاملة التي كانت في أعلى معدلاتها، فلا داعي لهذه “الليلة والهليلة ومنى واصف المنسية”، التي أقامها “التركي ال شيخ” نسخة طرابلس، الذي صعب الأمور على من يخلفه، وهي كلمة حق سواء قصدها قائلها ام لا، لأن الأمر فعلا سيكون صعبا على من سيخلف ويجد خزانة خاوية على عروشها ولا يقدر على إنجاز اي امر، بل قد تكون مثقلة بديون.
وستكون لي عودات بأرقام وتفاصيل للطرفين، حين تتوفر كافة المستندات التي يمكن النشر بناء عليها!