أعلنت إدارة المفوضية الوطنية العُليا للانتخابات في الثامن من نوفمبر الجاري، أولى خطواتها الجدية في التجهيز للاستحقاق الانتخابي، وذلك من خلال فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وفور فتح باب الترشح، باشرت مكاتب الإدارة الانتخابية في طرابلس وبنغازي وسبها باستلام طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية، فيما استقبلت مراكز الاقتراع الموزعة على 13 دائرة انتخابية باستلام طلبات الترشح للانتخابات البرلمانية.
محاولات المقاطعين
بعد إعلان المفوضية لفتح باب الترشح، وتسليم بطاقات الناخبين، بدأت أصوات عدّة تتصاعد ما بين مؤيد ومعارض لتلك الانتخابات، أدّى إلى ظهور جدل وتخوّف واسع داخل نطاق الشارع الليبي.
هذه المخاوف جاءت على لسان رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات خوفا من تسليم السلطة إلى شخصيات جدلية وغير قادرة على السير بالبلاد نحو برّ الأمان.
المشري، على هامش ملتقى عقد الثلاثاء، مع عدد من سفراء الدول المعتمدين لدى ليبيا، وعمداء بلديات ونخب سياسية واجتماعية، أوضح أن الاتفاق على قوانين مجلس النواب قُدِّمت إلينا كأمر واقع يجب علينا التعايش معه.
مؤكدا على أن مقاطعة الانتخابات أمر في بالغ الأهمية، لضمان الوصول إلى انتخابات نزيهة متفق على قوانينها من قبل كافة الأطراف المعنية بإدارة شؤون الدولة في الوقت الحالي.
محاولات خارجية لإنجاح الانتخابات
على الصعيد الدولي والإقليمي، يتزايد إصرار المجتمع الدولي على وصول ليبيا لمرحلة صناديق الاقتراع في أسرع وقت ممكن، وأن الأمن الذي سيكون في البلاد بعد نجاح الانتخابات سينتشر على كافة حدودها الإقليمية سواء كانت العربية أو الأوروبية.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على دعم الولايات المتحدة لليبيا، آملا بأن تكون ذات سيادة موحدة على كافة البلاد، مضيفا إلى أن خلو البلاد من أي تدخل أجنبي يلحقها سيعمل على إنجاز عملية انتخابات سلسة دون وجود أي عراقيل.
من جهته صرّح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، يان كوبيتش، قائلا بأن عرقلة الانتخابات سيكون أمراً في غاية السوء، وقد يؤدي إلى المضي بليبيا نحو التشتت والانقسام.
سباق الوصول للانتخابات
المجهودات الداخلية والخارجية الداعمة لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد؛ جعل المفوضية العليا للانتخابات في سباق مع الزمن، لتوزيع عدد 2.8 مليون بطاقة ناخب خلال فترة الـ 18 يوم المتبقية من المهلة التي حددتها المفوضية، خلال مؤتمر صحفي عقدته لإيضاح الخطة الزمنية لآلية إجراء الانتخابات.
يذكر أن ليبيا تشهد أجواءً متوترة، تغلب عليها الخلافات بين الأطراف السياسية حول القوانين الانتخابية وشروط الترشح، وذلك في ظلّ دعوات لتأجيلها إلى حين إجراء استفتاء على الدستور وأخرى إلى مقاطعتها.
الجدير بالذكر أن الانتخابات الليبية المزمع عقدها في 24 ديسمبر ستشهد انتخاب رئيس لليبيا لأول مرة في تاريخها.