اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع قرار يجدد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة عام إضافي، و حث المجلس في قراره المؤسسات السياسية الليبية والفرقاء السياسيين على إيجاد حل للخلافات العالقة في سبيل إجراء انتخابات وطنية بتوافق كل الأطراف.
وبالعودة لتاريخ إنشاء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بقرار من مجلس الأمن الدولي، في السادس عشر من سبتمبر عام 2011م، لدعم عملية الانتقال السياسي في البلاد، اختارت البعثة الدبلوماسي الأردني عبد الإله الخطيب كأول مبعوث أممي إلى ليبيا، حيث عُيّن في السادس من أبريل عام 2011م، لإجراء محادثات عاجلة عقب اندلاع الثورة التي أسقطت نظام معمر القذافي ولم يبق في مبعوثًا إلا لأربعة أشهر.
ثم استلم الدبلوماسي البريطاني “إيان مارتن” رئاسة البعثة الأممية لدى ليبيا في العشرين من ذات العام حتى أكتوبر من 2012م.
بعد أول انتخابات تشريعية في ليبيا، عُيّن السياسي اللبناني طارق متري ممثلًا ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، واستمر لمدة عامين، حيث أجرى متري مباحثات و مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف المتصارعة في البلاد، لكن محاولاته باءت بالفشل، عقب الحروب التي اندلعت في مدينتي طرابلس وبنغازي عام 2014م.
وخلفًا لمتري عين الإسباني برناردينو ليون في أغسطس 2014، ممثلاً خاصا للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسا للبعثة الأممية للدعم في ليبيا، حيث عمل “ليون” على جمع الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار، لمعالجة أزمة الانسداد السياسي بعيدًا عن الحروب، وساهم في توافق الأطراف السياسية في البلاد على توقيع الاتفاق السياسي في الصخيرات المغربية، في ديسمبر 2015م، وخلفا لليون عيّن الأمين العام في نوفمبر 2015 الألماني “مارتن كوبلر” ممثلًا خاصا ورئيسًا لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وفي الثاني والعشرين من يونيو 2017 أعلنت الأمم المتحدة تعيين اللبناني غسان سلامة ممثلًا خاصًا للأمين العام الجديد “أنطونيو غوتيريش” ورئيسًا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وأشرف سلامة على دفع الفرقاء السياسيين للذهاب إلى الملتقى الوطني الجامع في غدامس، الذي أفشله الهجوم على العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل من عام 2019 ، وفي مارس 2020 أعلن غسان سلامة استقالته من منصبه لأسباب صحية
وبعد أن ظل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا شاغرًا، عُيّن السلوفاكي يان كوبيتش مبعوثًا جديدًا لقيادة البعثة في ليبيا منتصف يناير 2021، لكنه استقال من منصبه في نوفمبر من العام ذاته، قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها آنذاك.
وعلى إثر الاستقالة المفاجئة عيَّن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” بالإنابة الأمريكية الأميركية “ستيفاني وليامز” لتسيير أعمال البعثة وكمستشارةً خاصة له في ليبيا قبل 18 يومًا فقط من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية قبل رحيلها نهاية يوليو 2022.
وعقب فشل إجراء الانتخابات، اختار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السنغالي عبد الله باتيلي ممثلا خاصا له في ليبيا ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم فيها في سبتمبر 2022، بعد قرابة تسعة أشهر من شغر المنصب، بسبب عدم اتفاق الدول الأعضاء في مجلس الأمن على عدد من المرشحين..