قال المحلل السياسي الإيطالي والخبير في شؤون الشرق الأوسط “دانييلي روفينيتي”، الأربعاء، إن ليبيا ليست بعيدة عن صراع القوى الكبرى في أوكرانيا.

وأكد روفينيتي، في حديثه لموقع “سكاي نيوز” الإماراتي، أن الغاز الليبي جزء مهم من إمداد أوروبا عبر التيار الأخضر الذي يربط ليبيا بإيطاليا، مضيفًا أنه في حال تطورت الأوضاع في أوكرانيا ومنع الغاز عن أوروبا، لن يكون الإنتاج الليبي كافيا من الناحية الكمية لاستبدال الإمدادات من روسيا بمفردها.

وأضاف روفينيتي، أن ليبيا أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى لأوروبا، في إطار التمايز في الإمدادات الذي ظهر مع الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن أوروبا تعمل خلال الفترة الماضية على ضرورة استعادة الاستقرار في ليبيا، بما يعود بالنفع على الشعب الليبي وكذلك استثمارات أوروبا.

وأشار روفينيتي إلى أن استقرار الأوضاع سيتيح الفرصة أمام أوروبا للمساعدة والاستثمار في تطوير قطاع الطاقة الليبي مما يجعلها سوق نشطة تغني القارة عن الغاز الروسي، الذي يعد بطاقة موسكو للضغط على الناتو.

وأوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن ليبيا تلعب دورًا مهمًا في قضايا الطاقة، وتعد نقطة مهمة لإمداد المواد الهيدروكربونية، وهذا ما تدركه أوروبا وواشنطن أيضًا، كاشفًا أن هذا الاهتمام أبعد من ملف الطاقة، فهناك ملفات أخرى خطيرة كالهجرة والإرهاب.

وتابع المحلل السياسي الإيطالي، أن الاهتمام الغربي بالأزمة الليبية يختلف من دولة إلى أخرى، فالبعض مثل إيطاليا أكثر انخراطا لأن ليبيا تقع على الشاطئ الرابع لشبه الجزيرة، وهي منطقة إسقاط دولي استراتيجي لإيطاليا، وبالمثل بالنسبة لفرنسا، فليبيا جزء من منطقة تمارس فيها نفوذها.

وختم روفينيتي بالقول إن دول أخرى مثل ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا ترى أن ليبيا جزء من ملف البحر المتوسط، حيث تمر القضايا الأمنية مثل مكافحة الإرهاب أو الهجرة، لكن الاهتمام أيضا يأتي ضمن المواجهة مع لاعبين عالميين مثل روسيا والصين.

يُذكر أن ليبيا تمتلك احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي تبلغ 55 ترليون قدم مكعب ما يجعلها وجهة للدول الأوروبية بحكم موقعها الجغرافي القريب مقارنة بروسيا.