سلطت صحيفة “إسرائيل ألما” في تقرير الضوء على دور ليبيا المحتمل كمحطة جديدة ضمن مسار التهريب الإيراني، وذلك عقب انهيار الممر الإيراني التقليدي الذي كان يمر عبر العراق وسوريا وصولًا إلى لبنان.

وبهدف مواصلة دعم “حزب الله”، اضطرت إيران إلى إعادة رسم خريطة مساراتها، وبالتعاون مع الحزب، بدأت في ابتكار طرق بديلة لنقل الأموال والأسلحة. بعض هذه الطرق قد تكون مستخدمة سابقًا، ولدى الإيرانيين خبرة سابقة بها.

واحدة من أبرز هذه الطرق المحتملة تمر عبر البحر من إيران إلى السودان، ومن هناك برًا إلى ليبيا فمصر، وصولًا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تُنقل الشحنات بحرًا إلى لبنان.

وتستغل طهران حالة الفوضى في السودان لتعزيز نفوذها هناك. وبحسب التقديرات، فقد ازداد الاهتمام الإيراني بالسودان بعد إغلاق الممر البري-الجوي-البحري عبر سوريا، مما ألحق ضررًا استراتيجيًا بالغًا بنفوذها في المنطقة.

في هذا السياق، يبدو أن إيران تسعى لإحياء “الخيار السوداني” كممر تهريب بديل، شبيه بما استخدمته سابقًا لتهريب الأسلحة إلى غزة. ومن هناك، تُفكّر إيران في خيارين: المرور عبر ليبيا، وهو الاحتمال الأرجح، أو عبر مصر، وهو احتمال أقل ترجيحًا.

ويُرجّح أن تُفضّل إيران الفضاء الجغرافي الليبي، نظرًا لكونه أكثر ملاءمةً لنشاط التهريب، خاصةً مع ضعف الرقابة على الحدود السودانية-الليبية، وتشابه الظروف الجغرافية مع المناطق الصحراوية الممتدة حتى البحر المتوسط.

تسيطر قوات خليفة حفتر على شرق ليبيا، وهي منطقة محتملة ضمن مسار التهريب الجديد. وإن نجحت إيران في تشغيل هذا المسار، فمن المرجّح أن يمر عبر أراضٍ خاضعة لسيطرة حفتر، بما يشمل الحدود الليبية مع السودان.

فعلى سبيل المثال، يمكن عبور الشحنات من الحدود السودانية إلى منطقة الجوف – الكُفرة جنوب شرق ليبيا، ثم التوجه شمالًا إلى أجدابيا، الواقعة جنوب غرب بنغازي قرب الساحل.

ويحظى حفتر بدعم روسي، بينما ترتبط إيران بروسيا من خلال تزويدها بالأسلحة المستخدمة في حرب أوكرانيا، ما يفتح المجال أمام تقاطع مصالح بين الأطراف الثلاثة.

تعيش ليبيا اليوم حالة انقسام داخلي وعدم استقرار سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي، وهو ما يشكّل بيئة مثالية لإيران لترسيخ وجودها، خاصة بالمقارنة مع مصر التي تُعد أكثر استقرارًا. ومن الناحية الأمنية، يُعدّ انكشاف الأنشطة الإيرانية في ليبيا أقل ضررًا بالنسبة لطهران من انكشافها في مصر.

ووفقاً للصحيفة الاسرائلية أن وجود إيران في مناطق نفوذ حفتر قد يوفّر لها ورقة ضغط استراتيجية في مواجهة دولتين لا تُكنّ لهما الود: الإمارات، الداعمة لحفتر والعدو التقليدي لإيران، وتركيا، التي تدعم معارضي حفتر، والتي ساهمت في تقليص نفوذ إيران في سوريا. كل ذلك دون إغفال العلاقة الظاهرة بين حفتر والولايات المتحدة، والتي يُقال إن له جنسية أمريكية أيضًا.