قال السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، السبت، إن ليبيا تعيش في هذه الفترة اختباراً لحسن نوايا القادة الليبيين الذين يقولون إنهم ملتزمون بالانتخابات، مشيرًا إلى أن غير الجادّين منهم؛ بشأن هذا الاستحقاق سيجدون مليون سبب للتأخير.
وأضاف نورلاند في تصريحه لصحيفة الشرق الأوسط، أن السياسة الليبية معقدة؛ ومن الصعب على المراقبين الخارجيين تحديد أسباب تعطيل الانتخابات، لافتًا إلى أن ظهور بعض الترشيحات المتناقضة في وقتٍ متأخرٍ نسبياً في العملية الانتخابية أدّى إلى مخاوف من اندلاع أعمال عنف، وهو ما دفع إلى توقف مؤقت على الأقل.
وأشار السفير الأمريكي لدى ليبيا إلى أن تهرب الشخصيات السياسية الليبية من تحمل مسؤولية الإعلان عن تأجيل الانتخابات لتخوفهم من مساءلة الشعب لهم؛ يبرهن على أن قرار الولايات المتحدة بدعم إجراء الانتخابات في موعدها لم يكن قراراً ساذجاً أو قراءة خاطئة للواقع السياسي والأمني الليبي، كما يردد البعض، ومن ثم فهذه الشخصيات تتشارك في تحمل المسؤولية عما حدث.
ولفت نورلاند إلى أن الليبيين هم الذين اختاروا موعد الانتخابات، وأيدت الولايات المتحدة بشدة رغبتهم في الوفاء بهذا الموعد، رغم وجود عيوب في القانون الانتخابي، مؤكدًا على أنه كان هناك تحرك حقيقي نحو إجراء الانتخابات، إلى أن تفجرت مسألة “المرشحين الجدليين” بدخولهم في العملية الانتخابية.
وعن التهديدات التي وجّهتها الولايات المتحدة للمعرقلين، قال السفير الأمريكي لدى ليبيا إن مناقشة العقوبات تتعلق في الغالب بالشخصيات التي كانت ترفض قبول نتائج الانتخابات، أو من مارسوا العنف المهدد لعرقلة العملية الانتخابية، ملمحاً إلى أن الأمر لم يحسم بعد، وربما يُتخذ قرار بهذا الشأن في وقت لاحق.
واعتبر نورلاند أن الليبيين محظوظون بعودة ستيفاني ويليامز المستشارة الأممية إلى البلاد، للاعتناء بهذا الملف، والعمل على دعم الشعب الليبي، مشيراً إلى أنه ليست هناك حاجة للعودة إلى البداية من جديد من أجل إحراز تقدم.