فضل رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان عدم التعليق على مسألة الإفراج عن هانيبال القذافي أو عن شخصه، مشيرا إلى أن ما يستحق التعليق هو هذا الاندفاع المحموم لدى البعض؛ على المستوى الرسمي والاجتماعي أيضاً تجاه رموز النظام السابق ومغازلتهم والتزلف لهم، والمبالغة في تضخيم حجم وتأثير هذه الفئة بعيدا عن الواقع
وذكر صوان أن اندفاع الجهات الرسمية والأطراف السياسية تجاه هذه المسألة، يعكس الضعف والقراءة الخاطئة والتشويش في رؤية تلك الأطراف والجهات، فضلا عن انسداد هامش المناورة لديها؛ ما يجعلها تتطلب في الماء جذوة نارِ.
وأضاف صوان أن سلوك الجهات والأطراف المندفعة تجاه رموز النظام السابق يفسر حجم الانهزام والشعور بالإحباط والعجز الناتج عن الفوضى والأزمة السياسية، مما يجعل البعض يحنّون للماضي متناسين أن هؤلاء قد صالوا وجالوا أكثر من أربعة عقود؛ أهلكوا خلالها الحرث والنسل وتركوا أطلال دولة قمعية، وما حنينهم إلا كحنين القطيع إلى محبسه، والضحية إلى جلّادها، خاصة أن تجارب الإطلاق السابقة لبعض شخوص النظام السابق لدواعٍ صحية نتج عنها مجاهرتهم بخطاب الكراهية والتخوين، وسمعنا بالأمس من ينادي بالثأر والانتقام، فما يُنتظر من هؤلاء؟
وتابع صوان بألا شك في أن ما تمر به ليبيا الآن أزمة كبيرة؛ تتداخل فيها عوامل كثيرة داخلية وإقليمية ودولية، ولا أحد راضٍ باستمرار ما نتج عن التغيير من فوضى وأزمات مستمرة تهدد ليبيا كدولة، ولكن هذا لا يعني أن معالجة الوضع يكون بمحاولات بائسة لإعادة نظام أو منظومة أثبتت فشلها خلال أربعة عقود.
وأشار صوان إلى أن هذه المحاولات البائسة مثل تصدير سيف القذافي كواجهة لها لا تعدو كونها وهماً يبدده الواقع محليا ودوليا، وتصادمه سنن التاريخ ونواميسه، وحقيقة ما يصاحبها من تأييد هو مجرد عاطفة منزعجة ومحبطة من الواقع، وتتلمس في الماضي عزاءً، وسرعان ما ستختفي هذه العاطفة إذا تحسن واقعها وازدهر.
كما أنه لا فرق الآن بين الليبيين سواء من النظام السابق أو غيره، فهم مشاركون في العملية السياسية على كل المستويات، بل لهم اليد الطولى في بعض المؤسسات، ما يسقط أي دعوى بالإقصاء أو التهميش.






