تشهد انتخابات المجالس البلدية في ليبيا حالة من ضعف الإقبال على التسجيل في قوائم الناخبين، ما يثير قلق الجهات المعنية والمهتمين بالشأن الديمقراطي في البلاد. يأتي هذا في وقت حساس تمر فيه ليبيا بمرحلة انتقالية تسعى فيها إلى تحقيق الاستقرار وبناء مؤسسات ديمقراطية قوية.
الأسباب وراء ضعف الإقبال
الأوضاع الأمنية والسياسية:
لا تزال الأوضاع الأمنية المتردية والصراعات الداخلية تؤثر بشكل كبير على رغبة المواطنين في المشاركة السياسية. وعدم الاستقرار الأمني يعزز الشعور بالخوف والتردد لدى الناخبين.
الثقة بالمؤسسات: تراجعت ثقة المواطنين في المؤسسات الانتخابية نتيجة لتكرار الأزمات السياسية والتدخلات الخارجية. كما أن الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية تجعل العديد يترددون في التسجيل والمشاركة.
التوعية والإعلام: تعاني الحملات التوعوية من ضعف في الوصول إلى جميع شرائح المجتمع الليبي، فغياب التغطية الإعلامية الكافية والتوجيهات الواضحة حول أهمية الانتخابات ودورها في تحسين الأوضاع المحلية يساهم في انخفاض نسب التسجيل.
العوامل الاقتصادية: الوضع الاقتصادي المتدهور يلعب دورًا في انشغال المواطنين بتأمين احتياجاتهم الأساسية على حساب المشاركة في العملية الانتخابية.
ردود الفعل والتدابير المتخذة
دعوات للمشاركة: أطلقت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات دعوات متكررة للمواطنين للتسجيل والمشاركة في الانتخابات، مؤكدين على أهمية صوت كل فرد في تحديد مستقبل المجالس البلدية ودورها في تحسين الخدمات المحلية.
حملات توعوية مكثفة: تعمل بعض منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية على إطلاق حملات توعوية تستهدف جميع الفئات العمرية والاجتماعية، لتوضيح أهمية الانتخابات ودورها في تعزيز الديمقراطية وتحسين الخدمات العامة.
ختاما.. يمثل ضعف الإقبال على التسجيل في قوائم الناخبين في انتخابات المجالس البلدية في ليبيا تحديًا كبيرًا أمام تطلعات البلاد نحو الاستقرار والديمقراطية.
هذا الواقع يصطدم بحقيقة يعيشها الليبيون تنعكس سلبا علي الحالة اليومية للمواطن، أهمها تردي وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وانشغال الحكومة في معارك جانبية، وسعيها وراء مصالحها الشخصية في ظل تآكل سيادتها وشرعيتها . كل هذا وأكثر سيجعل المهمة صعبة علي المفوضية العليا للانتخابات، التي مازالت كمؤسسة لها شرعيتها الكاملة تجعلها محل احترام وتقدير محلي وخارجي، يمكن أن يكون هو الداعم الأكبر لها للسعي وراء إنجاح هذه الجولة من الانتخابات، التي من الممكن أن تعزز دور المجالس البلدية في تحقيق التنمية المحلية المستدامة.