جاءت استقالة المبعوث الأممي لدى ليبيا، يان كوبيتش، مفاجئة وفي وقت دقيق بالنسبة للملف الليبي، حيث أكدت الأمم المتحدة أنها تعمل على شغل الفراغ الذي سيخلفه كوبيتش بشكل سريع، مجددة على دعم ليبيا فنيا في إدارة العملية الانتخابية.
استقالة دون ذكر الأسباب
أكد المتحدث الرئيس باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، على أن المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيتش قد قدّم استقالته وأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبلها.
أضاف دوجاريك، أن الأمين العام للأمم المتحدة يعمل على إيجاد بديل.
وقال دوجاريك إن كوبيتش سيبقى في منصبه في الوقت الحالي إلى حين إيجاد بديل، وأنه يعتزم إطلاع مجلس الأمن الأربعاء على التطورات في ليبيا، لكنه لم يقل ما إذا كان كوبيتش سيبقى في منصبه خلال الانتخابات أو سيتم العثور على بديل قبل ذلك.
خلافات بمجلس الأمن
بحسب العديد من المراقبين أن استقالة كوبيتش جاءت نتيجة لانقسام مجلس الأمن الدولي مؤخراً حول مسألة إعادة تنظيم قيادة البعثة السياسية الأممية إلى ليبيا، إذ طالب عدد من أعضاء المجلس بنقل منصب الموفد من جنيف إلى طرابلس، وقال دبلوماسيون إن المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيتش كان متحفظاً على نقل منصبه.
وعلى خلفية الخلافات، هددت موسكو بمجلس الأمن استخدام حق النقض “الفيتو”، وكذلك لندن، المسؤولة عن ملف تمديد تفويض البعثة، وبسبب قرار مجلس الأمن الداعي لتمديد تفويض البعثة لغاية يناير.
وكان من المفترض أن يمدد مجلس الأمن في منتصف سبتمبر تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشكل شبه آلي لمدة عام، خصوصاً أن البلاد على مشارف الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل.
استقالات مشابهة
استقالة المبعوث الأممي جاءت عقب مواقف مشابهة، حيث تسلم كوبيتش رسميًا، مهام منصبه كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مطلع فبراير الماضي، وجاء تعيينه بعد شغور المنصب في شهر مارس 2020، عقب استقالة المبعوث السابق غسان سلامة الذي استقال في نهاية الحرب التي شنها حفتر على طرابلس، وترك مكانه لنائبته الأمريكية ستيفاني وليامز التي شغلت مهام المبعوث الأممي بالوكالة عدة شهور، كما اعتذر البلغاري نيكولاي ملادينوف عن تولي المهمة.
يان كوبيتش هو دبلوماسي سلوفاكي كان يعمل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، منذ يناير 2019، وحاصل على شهادة في العلاقات الاقتصادية الدولية من معهد موسكو الحكومي للشؤون الدولية.