بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني، نفذت قوات “أفريكوم”، غارة جوية على جماعة وصفتها بالإرهابية، في منطقة ليبية بالقرب من العوينات، في 29 نوفمبر 2018، أدت إلى مقتل 11 شخصاً، وتدمير 3 آليات.

الحدث الذي انتشر بسرعة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي وصفته الأفريكوم في اليوم التالي بالغارة، في بيان صحفي، يوضح أن الهجوم لم يسفر عن أي ضحايا من المواطنين، على الرغم من حديث بعض المواطنين آنذاك عن سقوط ضحايا بسبب الغارة.

معلومات مغلوطة

حول الغارة الجوية وضحاياها، قال موسى عبد الله، وهو أخ لأحد القتلى “إن الأشخاص الذين قتلتهم قوات الأفريكوم- واصفة إياهم بالإرهابيين-كانوا ضد الإرهاب تماماً”، وتحدى موسى الأفريكوم أن تدلي بأي دليل على صحة أقوالها.

تقدم موسى بشكوى جنائية ضد القائد الإيطالي السابق في قوات أفريكوم، ساعياً لمساءلته عن دوره في الغارة التي أدت إلى عملية القتل الجماعي، إذ طلب من المدعي العام في “سيراكوزا” التحقيق مع الكولونيل “جيانلوكا تشييراتي” ومسؤولين إيطاليين آخرين متورطين في الهجوم بتهمة القتل ومقاضاتهم.

الموت حقيقة لا يمكن إنكارها

عند حلف اليمين، قال موسى عبد الله أن الموت حقيقة لا يمكن إنكارها، مضيفاً أن الظلم الذي تعرض له 11 قتيلاً، اتهموا بالإرهاب على الرغم من براءتهم، واصفاً الأمر بالمؤثر للغاية، خاصة حين جاء موعد دفنهم في قبر جماعي، مشيراً إلى رفض المستشفيات إصدار شهادات وفاة للضحايا، الأمر الذي وصفه موسى بـ “المدمر للنفسية”، خاصة على أهالي الضحايا.

عساكر سابقون وليسوا إرهابيون

وفقًا لوثائق قانونية تمت مشاركتها حصريًا مع” The Intercept ” و “Avvenire” الإيطالية، فإن معظم القتلى كانوا من أفراد القوات المسلحة الليبية، وأن العديد منهم قد حارب في السابق ضد تنظيم القاعدة، وبعضهم قاتل في صف الولايات المتحدة الأمريكية، في حرب البنيان المرصوص في سرت ضد التنظيم الإرهابي “داعش” عام 2016.

بصفتهم عسكريين فأمر طبيعي أن يكون لهم سلاحهم الخاص، ومن الطبيعي أن يحموا من تعرض لهجوم من قبل العصابات التي تنتشر في الجنوب الليبي؛ بسبب غياب القبضة الأمنية، إذ أفادت الشكوى المقدمة من موسى بوجود منطقة في مدينة أوباري، وهي قرية تقع في الجنوب الغربي لليبيا بالقرب من الحدود الجزائرية، اتجه الضحايا إليها لفض خلافٍ، واستعادة حفارة، كانت قد استحوذت عليها عصابة مسلحة هاجمت المنطقة.

وأضافت الشكوى أن جرائم القتل هذه، والتي تُرتكب خارج أي نزاع مسلح، تتعارض وبشكلٍ مباشر مع اللوائح الإيطالية والدولية، بشأن استخدام القوة المميتة.

وعن الضحايا المدنيين الذين يسقطون جراء الضربات الأمريكية، أفاد موسى في شكواه بأنه على الرغم من مئات الضربات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها لم تثبت قط أي تقرير عن سقوط ضحايا مدنيين في الجهات التي تضربها.

جغرافياً الجنوب الليبي هو جزء لا يتجزأ من كامل البلاد، إلا أن الأوضاع الأمنية والانتهاكات الواقعة هناك من قبل الطيران الغربي، وانشغال الحكومات في المحافظة على منصبها، دفع العديد من أبنائه للجوء للعنف أو الهرب من ويلاته، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل يكاد يكون ضبابياً، بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية هناك، وكالعديد من الأرواح التي سقطت دون أن يؤخذ حقها لا يزال موسى عبدالله متمسكاً بقوة القانون لإرجاع حق أخيه ومن مات معه عن طريق الخطأ بحجة “الإرهاب”.