عقب استقالة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي واستلام نائبته الأمريكية ستيفاني خوري لرئاسة البعثة بالإنابة بدأت الأخيرة في إجراء عدد من اللقاءات للأطراف السياسية الليبية المختلفة بهدف التنسيق وإشراكها في الوصول إلى حلول للأزمة تمكن من إجراء الانتخابات.
خوري ليست الأميركية الوحيدة في البعثة، فقد سبقتها ستيفاني ويليامز والتي شغلت منصب المستشارة الخاصة للأمين العام بالبعثة، وانتهت مهمتها في نهاية يوليو 2022، دون الوصول إلى حل جذري للأزمة في ليبيا، ولذا فقد بدء يتداول السؤال حول مدى قدرة ستيفاني خوري على إحداث حل للأزمة المستعصية منذ ما يزيد عن 12 عاما.
وأمام التعقيدات التي ستواجه خوري وحالة الانقسام السياسي والحكومي تتباين الآراء حول قدرتها على حلحلة الأزمة، وإيجاد مخرج يسمح بالاتجاه نحو عقد الاستحقاق الانتخابي.
كيف يرى الليبيون دور البعثة الأممية في ليبيا، وهل لا يزالون يثقون في دور المبعوثين؟
لم يلق استلام خوري لمنصب رئاسة البعثة الكثير من الاهتمام في الأوساط السياسية المحلية في ليبيا، لا سيما وأنها جاءت بعد 9 مبعوثين أمميين إلى ليبيا فشلوا جميعهم في الوصول إلى حل للأزمة في ليبيا.
فبعثة الأمم المتحدة في ليبيا لم تنجح في إنتاج حل للأزمة في ليبيا رغم توافد 9 مبعوثين أمميين استمروا في مناصبهم فترات متفاوتة بين شهور و سنوات وكان آخرهم الدبلوماسي السنغالي عبدالله باتيلي، إلا أنهم فشلوا جميعاً في حل أزمتها ووصلوا في النهاية إلى طريق مسدود.
هل صارت الحكومات الموجودة أدوات لإدارة الأزمة من جهة خارجية؟
عقب استقالة عبدالله باتيلي من منصبه أكد أن الموقع الجيوسياسي لليبيا جعلها محط اهتمام عدد من القوى الإقليمية والدولية نتيجة تعدد الأزمات الدولية والإقليمية كالحرب في أوكرانيا وتفاقم الأزمات في دول إفريقية مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر وكذلك تدفق اللاجئين إلى تشاد، مشيرا إلى أن ما سبق جعل الأطراف الرئيسية في ليبيا مدعومة بطريقة أو بأخرى من قبل أطراف خارجية.
ومن السهل على المتابع للشأن الليبي إدراك أن القوى الخارجية الدولية منها والإقليمية، تعمل على دعم حلفائها من الفرقاء الليبيين والذين يمكن تقسيمهم إلى معسكر الشرق والذي يتخذ من الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان واجهة سياسية، حيث أصر مؤخرا على إقحامها في أي حوار قادم كونها الحكومة الشرعية وفق وصفه، والتي يعترف بها مجلس النواب وتحظى بدعم قائد الجيش في شرق ليبيا خليفة حفتر.
وعلى صعيد مماثل تتمسك تركيا والتي تعتبر أبرز الدول الإقليمية المتدخلة في الشأن الليبي بشرعية حكومة الدبيبة بالرغم من انتهاء ولايتها وفشلها في إجراء الانتخابات.
وبالتالي تكون مشهد جعل من الحكومتين في الشرق والغرب أقرب ما تكون إلى أنها أدوات تمثل الفرق السياسية المنقسمة على صعيد محلي وأدوات لإدارة الأزمة من قبل جهات خارجية على نطاق أوسع.