بعد أن توقفت خلال الشهور الماضية بسبب الحملة التي تشنها المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الدبيبة ضد الأصوات المطالبة بإيجاد حكومة موحدة، عادت الاحتجاجات إلى ليبيا مجددا للمطالبة بإيجاد حكومة موحدة تقود للانتخابات، ما أثار تساؤلات حول مصير الحكومة الحالية.

مدينة مصراتة

منذ نهاية يناير الماضي، بدأت في مدينة مصراتة غرب البلاد تحركات وطنية بين أعضاء من المجلس الأعلى للدولة وشخصيات قيادية وحزبية ورجال أعمال من المدينة، للتباحث حول آلية إيجاد حكومة موحدة ومحايدة مهمتها إنجاز الانتخابات، عبر القوانين التي أنجزتها لجنة 6+6 ،

وإنهاء الفساد غير المسبوق الذي تشهده ليبيا وضرورة وضع حد له بكل حزم.

“مش مصراتة بروحها” كشف عضو الفعاليات الوطنية بمدينة مصراتة سليمان الفورتية، خلال حديثه إلى شبكة لام تواصل أعضاء الحراك مع كامل المدن الليبية، والتنسيق معهم للتوافق وإيجاد حكومة موحدة، مشيرا إلى أن حكومة الدبيبة عجزت عن ذلك، ولا يمكنها الاستمرار بهذا الحجم من الفساد.

أكد عضو مجلس النواب عن مدينة مصراتة بلقاسم اقزيط، خلال حديثه إلى شبكة لام دعم مجلس النواب وجود حكومة واحدة في البلاد تقود إلى الانتخابات.

وأبدى اقزيط استغرابه من معاداة رئاسة حكومة الدبيبة وتهجمها بشكل مستمر على المؤسسات التشريعية للدولة، مشيرا إلى أن حكومة الدبيبة فقدت الثقة من المجلسين، نتيجة طيش رئيسها وانخراطه في مناكفات سياسية لا مبرر لها.

وتواصل الفعاليات الوطنية مصراتة مباحثات بشكل مستمر مع المجلسين التشريعيين في البلاد المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، للتوافق حول حكومة موحدة تنهي الانقسام والفساد في البلاد.

مدينة الزنتان

الاحتجاجات التي تطالب بتشكيل حكومة موحدة في مدينة مصراتة تتوازى مع تظاهرات تشهدها مدينة الزنتان من حين إلى آخر، للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة، بسبب هدر المال العام وعدم الالتفات لأحوال المواطنين وما تشهده البلاد من سوء للأحوال المعيشية

مراسل شبكة لام رصد في المدينة صورا تحمل شعارات مناهضة للدبيبة وسط الزنتان ومطالبة برحيله، بتهمة هدر أموال الليبيين والفساد غير المسبوق في تاريخ البلاد، ومحاولة إعادة حكم العائلة وحرمان الليبيين من اختيار من يحكمهم.

ومن أمام حقل شمال الحمادة أعلن منتسبو حرس المنشآت النفطية الفرع الجنوبي حقل 47 إغلاق كافة الحقول وخطوط وصمامات نقل والغاز الواقعة في محيط المنطقة، بسبب عدم إيفاء الدبيبة بوعوده بصرف مستحقاتهم والالتفات إلى تدني أوضاعهم المعيشية يوما بعد آخر.

العاصمة طرابلس

وأعلن المجلس الاجتماعي سوق الجمعة والنواحي الأربع بالعاصمة طرابلس  تحركه رسميا لتصحيح المسار في البلاد، داعيا كافة المناطق إلى التحرك و التكاثف معهم لإنقاذ الوطن.

وأضاف المجلس، خلال بيان تحصلت شبكة لام على نسخة منه، أن أبناء المدينة سيتحركون نحو تصحيح المسار رغم أنف المعوقين والمفسدين، رافضين استمرار عبث حكومة الدبيبة بمقدرات البلاد، وفق ما جاء في البيان.

واستنكر البيان الأوضاع الراهنة التي يعاني منها المواطنون من غلاء الأسعار وضعف الخدمات بسبب الفساد المستشري في كل المستويات والمسيطر على مقدرات الليبيين، رافضا تمترس الحكومة الحالية في  مواقعها وانتفاعها من الوضع القائم الذي حرم الشعب من حقوقه الدستورية والشرعية.

مدينة بني وليد

أكدت تنسيقية العمل الوطني بني وليد، في بيان صادر عنها، ضرورة تشكيل حكومة قادرة على توحيد مؤسسات الدولة وبسط سيطرتها على كامل التراب الليبي، وعلى تجديد الشرعية عن طريق انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة.

وشدد البيان على وجوب العمل على إنجاز مصالحة وطنية شاملة بين أبناء الشعب الليبي مع تحفظنا على طريقة إدارة عضو المجلس الرئاسي المكلف بملف المصالحة الوطنية.

ودعت تنسيقية العمل الوطني بني وليد جميع القوى الوطنية إلى تكاتف الجهود للعمل على إنقاذ ليبيا من شبح الحروب والتقسيم.

مدينة الزاوية

حراك تصحيح المسار في الزاوية الكبرى يؤكد في بيان له أن تنفيذ حكومة #الدبيبة بعض مطالب الحراك، كانت الغاية منه إطالة عمر الحكومة فقط، مشيرا إلى أنها لم تلتفت للزاوية ولا للمنطقة الغربية، وأنها ضربت بالمُسير عديد من الأوكار بحجة مكافحة التهريب، وتبين أنه تركيع لبعض خصومها ولا غاية لها في محاربة التهريب، فضلا عن دعمها للتشكيلات المسلحة الموالية لها بالعتاد والأموال وفق البيان.

الساحل الغربي والفعاليات الوطنية مصراتة

أكد بيان مشترك للقوى الوطنية لانتفاضة الحسم والتغيير بالساحل الغربي والفعاليات الوطنية بمصراتة العمل على إنهاء حالة الانقسام السياسي بين مؤسسات الدولة، وأن يكون مبدأ عدم الإفلات من العقاب أساس لمحاربة الفساد.

وحث البيان المشترك كل النخب الوطنية والسياسية لتوحيد الجهود بهدف قيام وطن يسع الجميع، والضغط لإسقاط حكومة الدبيبة بسبب الفساد والتطبيع وإنتاج حكومة واحدة تغطي كل نواحي البلد.

ويلاقي هذا الحراك في عدة مدن ترحيبا واسعا بين المواطنين الذين يشتكون مر غلاء الأسعار وغياب السيولة النقدية مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، فضلا عن استمرار ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار الليبي حيث اقترب سعر الصرف في السوق الموازي الـ8 دنانير مقابل الدولار الواحد.

البعثة الأممية “لا شرعية لأي حكومة في ليبيا”

أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، خلال لقاء مع قناة العربية الحدث، أن المسؤولين الموجودين حاليا في السلطة يتباطؤون ولكنهم يعلمون أنهم لن يبقوا في السلطة.

وفي رده على إبلاغ الدبيبة له برغبته البقاء في منصبه، يعلن باتيلي أن حكومة الدبيبة منتهية الولاية ويجب تشكيل حكومة جديدة موحدة، مؤكدا عدم وجود أي شرعية للحكومتين في ليبيا سواء حكومة الدبيبة أو حكومة حماد، مجددا دعوته لتشكيل حكومة موحدة في ليبيا.

مجلس الأمن

أعلن مندوب ليبيا بالأمم المتحدة طاهر السني عدم وجود أي تقدم في المسار السياسي يمكن الحديث عنه وسؤال المواطن ماذا بعد لقاءات باتيلي؟، مشيرا إلى ضرورة الخروج من الأزمة وإجراء الانتخابات العامة وإنهاء الانقسام.

ووصفت مندوبة فرنسا في مجلس الأمن الوضع الأمني في البلاد بالهش، مشددة على الأطراف الليبية بالتوصل لاتفاق يفضي لتشكيل حكومة موحدة في البلاد.

وأكد مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي عدم حدوث أي تقدم من دون حكومة شاملة تجمع كل الأطراف بليبيا.

ويواجه عبد الحميد الدبيبة معارضيه بمحاولته التمرير عبر وسائل إعلام وفي مناسبات عدة بأن  حكومته “ستكون آخر مرحلة انتقالية” في البلاد.

وقال الدبيبة في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات التي تُعقد في دبي أنه سيذهب إلى المرحلة التالية وهي القاعدة الدستورية لتنظيم الانتخابات، ثم يبدأ في الانتخابات.

فهل ينهي تصاعد وتوسع الاحتجاجات الأخيرة في البلاد عمر حكم الدبيبة؟، الذي يواجه منذ أواخر أغسطس مخاوف إنهاء حكومته بسبب التطبيع مع إسرائيل؛ بعد الكشف عن لقاء جمع وزيرة خارجيته مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، في روما، الذي قوبل باحتجاجات شعبية واسعة في العاصمة طرابلس، وعدة مدن أنهتها حكومة الدبيبة بإجراءات قمعية و حملة اعتقالات للمطالبين برحيله.